17-10-2024 09:41 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
اختار رئيس الوزراء اللبناني نحيب ميقاتي عمان كمحطة أولى، منذ التصعيد الأخير والكبير على لبنان من قبل حكومة نتنياهو.
وفي هذا الاختيار دلالات عدة، أبرزها التأكيد على دور عمان ومقدرتها على إيصال وجهة نظر لبنان الرسمية في هكذا ظرف، فلبنان يتحدث عن مقاربة لوقف هذا التصعيد، والأردن بحكمة الملك وتأثيره قادر على صياغة هذا التوجه لدى دول في الإقليم، ومراكز صنع القرار الدولي، والتي منذ عام وأكثر وهي مترددة، وتنتظر المآلات، دون حراك حقيقي للجم آلة الحرب والخراب الإسرائيلية.
الملك عبدالله الثاني، وخلال لقاءاته الأخيرة حذر من حرب إقليمية، وهو تحذير يأتي في ظل عجز دولي واضح عن إيجاد مقاربة تنهي معاناة الإنسان الغزي واللبناني، وتلجم حكومة نتنياهو.
كما شهدت عمان حراكا دبلوماسيا تمثل اخيرا بزيارة وزير الخارجية الإيراني، وهي مؤشرات تدل على أن مقاربات الدبلوماسية بدأت تتشكل، فالخطاب الأردني وحراكه واضح منذ العدوان على غزة، وليس انتهاء بما يمر به لبنان اليوم.
هذا الحراك صوب عمان يؤكد على أن التصعيد لن يستفيد منه أحد فالأولى وقف معاناة قطاع غزة، والتنبه لفصل شتاء مقبل فيه أكثر من مليون نازح لبناني، ومواصلة الضغط لمحاسبة حكومة نتنياهو عن جرائمه في ضوء تشكل بداية زخم دولي يتحدث عن المحاسبة.
والأردن وعلى مدار شهور قاد حراكا دبلوماسيا اتجه للتركيز على المعاناة الإنسانية الكبيرة في قطاع غزة، وقدم للعالم مشهدا أماط خلاله اللثام عما يحاول نتنياهو أن يخفيه ويبرره بتوجيه آلة قتل كبيرة تجاه المدنيين في قطاع غزة، واليوم نرى بوادر تشكل معاناة أخرى في لبنان.
إن الحراك الدبلوماسي في عمان هو عودة لصوت الحكمة الذي تبناه الأردن، مؤمنا بمبادئ رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ومحذرا من حرب إقليمية ستكون نتيجتها صفرية، فمن غير المعقول أن تبقى المنطقة، وإنسانها تدفع نتائج التهور اليميني في إسرائيل بانتظار استحقاقات أخرى كنتائج الانتخابات الأميركية.
وهذا الحراك الدبلوماسي هو تغليب لصوت الحكمة، وهو يدفع باتجاه محاسبة من سبب كل هذه المعاناة للانسان في غزة، والإنسان في لبنان، وهي بوادر يمكن البناء عليها، فنحن في وطن مؤمن بمبادئه وملتزم تجاه قضايا أمته، وهو اليوم يقود عناوين منطلقها الإنسان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-10-2024 09:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |