17-10-2024 10:03 AM
بقلم : د. علي حديثات
انها غزة الجريحة وغزة المكلومة وغزة الوطن والحضن الدافئ الذي ترعرع داخله جنود المقاومة الإسلامية احفاد صلاح الدين الايوبي الذين نسجوا شعارهم بأيديهم نصر او استشهاد، غزة تلك المدينة الصغيرة بمساحتها والغنية والكبيرة بأبنائها البواسل، غزة العصية على الظلم تعرضت لكل اشكال الأذى والعدوان والهمجية من جيش الشرذمة بدءاً منذ حِصارها عام 2007 وعزلها عن العالم بأكمله.
غزة بجيشها الإسلامي كانت وما زالت تقف في خط الدفاع الأول بوجه العدو الغاشم وتقاتل نيابة عن الامة العربية ونيابة عن 2 مليار مسلم، انها غزة العرب والمسلمين التي لم تقبل بسايكس بيكو المشؤومة التي مزقت امة العرب والإسلام الى فُتات الفتات كما اسماها سمو الأمير الحسن بن طلال في الماضي القريب، انها غزة الصمود التي رفضت الحدود المصطنعة التي رسمها الغرب الاستعماري في تِركة الدولة العثمانية في الوقت الذي رضخت به تلك الدول لذلك المخطط الخبيث والمغموس بالذل والمهانة.
انها غزة الحبيبة بأهلها وجنودها البواسل ملحمة للإيمان والدعوة للإسلام، فقد ادركوا مبكراً بالوقت الذي كانت ترقد الامة العربية في سُبات عميق إن الحرب الصليبية المتتالية حرب عقائدية وحرب ضد الإسلام، فاليوم نرى غزة بشبابها واطفالها ونسائها وشيوخها طوداً شامخاً يحملون رسالة الإسلام التي تتجلى فيها معالم الايمان وترتسم فيها صور الإسلام الحق وتُمارس على ارضها كل معاني الإسلام، غزة الحبيبة التي جذبت انظار العالم في الوقوف امام نموذج تاريخي لم يسبق مثله في تاريخنا الحديث حيث جسدت وترجمت قول الله تعالى " اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا" نعم انهم اهل الدعوة ففي الوقت الذي انفق فيه العالم الغربي المستعمر مليارات الدولارات وتنظيم حملات مغرضة لتشويه صورة الإسلام وصناعة الإسلام وفوبيا تمكن ابطال غزة من مسح كل ذلك وأضحوا سبباً رئيسياً في دخول كثيراً من أبناء الشعوب الغربية بالدخول في دين الإسلام لا سيما حركة طلبة الجامعات الأجنبية الذين وقفوا وقفة نصر لغزة وأهلها وهتفوا عالياً Free Palestine.
غزة اليوم حاضرة بأطفالها الاشاوس الذي نسجوا نياشين العز والفخر على صدورهم، فكان لديهم تجربة مختلفة تماماً عن كل أطفال العالم فصنعوا تاريخ وطنهم بمقاومة جيش الشرذمة وحملوا قضية العرب الجوهرية في الوقت الذي تخلى عنه الكثيرين، انهم أطفال فلسطين الذي كبروا سريعاً وتجرعوا العزة والكبرياء والشموخ منذ نعومة اظافرهم في ارض الرسل والانبياء، فنجدهم اليوم يعيشون تاريخهم لحظة بلحظة مما خلق منهم أجيال واعدة تتحمل مسؤوليات جِسام في ظِل فقدان ذويهم واحبتهم، فيحملون في قلوبهم جرحاً كبيراً لوطنهم، فمن هنا أطفال غزة اليوم نسجوا لنا قصة وطن يُدافع عنه بالمهج والارواح، حمى الله غزة وأهلها، نسائها واطفالها، وشبابها اللهم سلاماً على غزة حتى يطمئن فؤادها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-10-2024 10:03 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |