20-10-2024 08:31 AM
بقلم : أحمد الحوراني
أن التشكيك والنيل من مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك والتفاف الشعب الأردني حوله، هو سيّد الموقف في حزب جبهة العمل الإسلامي «الإخوان المسلمون» ويبدو ذلك واضحًا بشكلٍ جليٍ وعلى الدوام ولو أن هذا البلد أشعل أصابعه العشرة فإنه قطعًا لن يُرضي هذه الجماعة حتى وعقب حصولها على واحد وثلاثين مقعدًا في مجلس النواب والجميع يعرف تمامًا كيف استطاع الحزب ومرشحوه العزف على إيقاع الحرب على غزة من أجل استدرار عواطف الناخبين في مختلف مناطق المملكة، ولئن كنا نجزم أنهم وفي قرارة أنفسهم يعلمون بأنهم لن يفلحوا أبدا في خلق الثغرا? في صفوف الشعب الأردني المتراصة حول راية واحدة، إلا أنه بات من غير الممكن السكوت على حجم التجاوزات الخطيرة التي يقومون بها ويستهدفون من خلالها جرّ الدولة إلى مواجهات مصيرية وتحميل الأردن ما لا طاقة له به وكأنهم بذلك يمهّدون الطريق أمام إسرائيل لاستهداف الأردن نتيجة تمسكه بمواقفه المناصرة للحق الفلسطيني، وكأنهم لم يفهموا مضامين رسالة الملك من الطفيلة عندما قال «إن الأردن لن يكون ساحة للصراعات».
حالة التناقض الكبيرة التي ظهر بها الحزب بإصداره لبيانين اثنين في غضون ساعات قليلة يوم الجمعة الماضي حول حادثة البحر الميت، يُظهرُ أن هناك خلل كبير وصراع مرير داخل أروقة الحزب وقياداته، فبينما جاء بيانهم الأول مؤيّدًا بل ومباركًا (للأسف) لعملية البحر الميت، كان البيان الثاني موضحًا أن ما حدث هو عمل فردي لا علاقة له بالجماعة، وحول ذلك وتحت ذلك عشرات الأسئلة التي يعرف الأردنيون إجاباتها والتي أهمها قناعتهم بأن نوايا حزب جبهة العمل لا يمكن أن تصبّ في خانة صالح الدولة بقدر ما لديها من توجهات لا تحكمها إلا الرغب? في التخريب وشق صفوف الوحدة الوطنية وهو ما لا يمكنهم تحقيقه تحت أي ذريعة كانت حتى وإن كانت الحرب على غزة هي وسيلتهم في هذه الآونة لأن الحِيل والخداع لا يمكن أن يمرّ على شعبٍ أردني يتحلّى بالوعي والشجاعة ويمتلك بُعد النظر الكبير ويعرف حجم ما قدّمه ويقدمه الأردن من دعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهم إن لم يطالعوا مواقف الأردن خاصة منذ حرب أكتوبر والمستمرة لليوم، فإن الرؤية لديهم يعلوها «غمامة» مفتعلة هم الأدرى ببواطنها وأسبابها وغاياتها، ولكنهم في الوقت نفسه يعرفون مقدار إيمان الأردني بوطنه وقيادته وحرص? على وحده واستعداده لرد العاديات عنه مهما بلغ الثمن.
يخوض الأردن معركة سياسية ودبلوماسية شجاعة، ويرتفع صوته مناديًا المجتمع الدولي بوقف فوري وعاجل للحرب على غزة ولبنان، ويتحمل في سبيل ذلك ضغوطات سياسية واقتصادية بالغة الأثر والنتيجة لكنه لا يعبأ بذلك في سبيل مواصلة قيامه بواجبه التاريخي والمقدس في نصرة فلسطين الأهل والأرض والقضية، ثم يأتي حزب جبهة العمل الإسلامي على الطرف المقابل ليمارس تصرفات رعناء من شأنها تعريض استقرار الأردن للخطر ودفعه للمواجهة ويتنكّبون الطريق ويتنكرون لحسن نوايا الدولة تجاهمم ومعهم ويتخذون منها سبيلًا آخر يزيد من تعنّتهم وتعاليهم المس?نكر شعبيًا ورسميًا والمرفوض بكافة المعايير الدينية الحقّة والأخلاقية والإنسانية.
ينتظرُ الأردنيون القادم من حزب جبهة العمل الإسلامي وهم على قناعة بأنه سيكون أسوأ لأنه لو لم يكن كذلك لما كان منهم ما كان مؤخرًا وهو الذي كان في السابق، وكل ذلك يجعلنا أمام منعطف خطير يريد الإخوان وضعنا أمامه لكنه سيناريو مكرر ومكشوفة بواطنه ومعروفة دوافعه وأنهم أي (الإخوان) لن يكفّوا عن توظيف أحداث الساعة في تجييش الشارع لتحقيق مكاسب لن تكون لهم بإذن الله.
Ahmad.h@yu.edu.jo
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-10-2024 08:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |