20-10-2024 08:53 AM
بقلم : د. مرام أبو النادي
- الإدارة التربوية - تخصص إدارة المعرفة - إن كان الذكاء الاصطناعي فرعا من علم الحاسبات وجعل الآلة تفكر كالبشر؛ فيكون للجهار عقلا، فتصبح للبرامج الحاسوبية مقدرات تحاكي مقدرات التفكير عند الإنسان وأنماطها، فتأتي هذه البرامج بحلول للمشكلات وليست كأية حلول إنما أحسنها؛ وذلك للخاصية التي تتميز بها تلك البرامج وهي مقدرتها على التعلم ورد الفعل.
ويبدو أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو قد التفتت إلى أهمية استغلال إمكانات الذكاء الاصطناعي في قطاع التربية كونه يمثل القطاع البشري الأكثر أهمية إنسانيا وانتشارا بين الطلبة في دول العالم. بعد أن تسلل الذكاء الاصطناعي إلى كافة القطاعات ومجالات الحياة.
تبدو الخطورة الفعلية فيما يتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي أن مخترعي الآلات لا يمكنهم تفسير المعلومات التي تلتقطها البرمجيات الذكية وتتعلم منها فتصبح قادرة على إصدار القرارات والاستنتاجات المستقلة ولعل هذه القضية تحمّل مطوري الذكاء الاصطناعي العواقب الأخلاقية لما جاؤوا به من تقنية حديثة. ولنفترض أن النظام القانوني الدولي بهذا الشأن سيتكفل بحماية المستخدِم، فهل الهدف في العملية التعليمية إحلال الذكاء الاصطناعي مكان المعلم؟
لا يفترض بالذكاء الاصطناعي أن يحل مكان الذكاء الفطري الإنساني؛ فليس الهدف أن يتم استبدال المعلمين في الصفوف المدرسية؛ إنما أن يعمل العقل البشري جنبا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي. فالفكرة تكمن باستخدام هذا الذكاء المخلّق لتطوير المعلم مقدراته وسد الفجوة إن وجدت فيمكن أن تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي خدماتها عند الطلب كأن يتم تعزيز استمتاع الطلاب بالصف مما ينعكس على دافعيتهم بالتالي إلى تحصيلهم الدراسي. وعلى مستوى أعلى من الحيز المكاني الصفي فإن أبرز التطبيقات في الذكاء الاصطناعي الأنظمة الرقمية للمؤسسات التربوية وهي إنشاء شبكة بيانات متداخلة تتمكّن من حصر نقاط الضعف لدى الطلبة والعمل على علاجها بعد إدارة المعلومات؛ كما يمكن تصميم خوارزميات-(أي خطوات رياضية منطقية متسلسلة تقوم على حل المشكلة)- في إنشاء المواد الدراسية ومن خلالها تتم إعادة صياغة المناهج وفقا لاهتمامات الطلبة والتي تمكّن المعلم من اختزال الطرق التقليدية ليجد الطالب طريقة أقصر لفهم المواد الدراسية.
كل تغيير تصاحبه حالة من الهلع؛ وقد نعي جميعنا سلبيات الوجه الجديد للعصر الرقمي الذي نعيش؛ لكن مجرد معرفتنا بالسلبيات قد يشكل الدرع الحامي لفكرة احترام العقل البشري؛ مع ضرورة التحلي بالشجاعة لتقبّل المتغير الجديد في منظومة التعليم؛ هي بوابات لن تُفتح إلا بمفاتيح التجربة والبدء باستثمار هذا المتغير بالوعي لا العشوائية، وبمشاركة تجارب ناجحة لإمكانية التطبيق وفق معطيات متساوية في الإمكانات والمقدرات.
د. مرام أبو النادي- الإدارة التربوية- تخصص إدارة المعرفة
- قسم العلوم التربوية
جامعة البترا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-10-2024 08:53 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |