حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,21 أكتوبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6704

لهذا يريد نتنياهو فوز ترامب في الانتخابات

لهذا يريد نتنياهو فوز ترامب في الانتخابات

لهذا يريد نتنياهو فوز ترامب في الانتخابات

20-10-2024 09:03 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - من الواضح لماذا يرغب خصوم الولايات المتحدة بمحاولة التأثير في نتيجة الانتخابات، لكن الأصدقاء أيضاً يملكون أسباباً قوية، وربما حتى أقوى، ليحاولوا وضع مرشحهم المفضل في البيت الأبيض. ويُتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمحاولة ترجيح كفة الرئيس الأميركي السابق. ولكن، هل يمكنه فعلاً الإسهام في تحديد نتيجة السباق الانتخابي؟

***

في العام الذي أعقب هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل، وجد بنيامين نتنياهو نفسه ينسق حرباً على خمس جبهات، حيث يخوض الجيش الإسرائيلي حرباً على الأرض في غزة ولبنان، وجواً واستخباراتياً ضد الحوثيين في اليمن ووكلاء إيران -والأخطر من هذا كله ضد إيران مباشرة.

ومع ذلك، يجاهد نتنياهو من أجل الفوز على جبهة سادسة هي الأهم في تحديد أمن إسرائيل المستقبلي ومستقبله السياسي على حد سواء. وتبدو مسألة الفائز في السباق الرئاسي الأميركي يوم الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل مسألة حياة أو موت بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي. فعلى الرغم من قوة إسرائيل العسكرية الساحقة وتفوقها الاستخباراتي المتمثل في عمل "الموساد"، يظل أمنها النهائي يعتمد على واشنطن باعتبار الأخيرة الممول والداعم الرئيس.

التصريحات العلنية المتكررة التي أصدرها الرئيس بايدن بشأن ما ينبغي أن تكون عليه استجابة إسرائيل على صواريخ إيران الـ181 وما لا ينبغي أن تكون عليه، جاءت متزامنة مع تساؤلات علنية حول ما إذا كان نتنياهو يحاول التأثير في الرأي العام الأميركي لضمان إعادة انتخاب دونالد ترامب.

خلال إحاطة إعلامية الجمعة الماضي، سُئل بايدن عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يتريث في إبرام اتفاق وقف لإطلاق النار في غزة بهدف التأثير في نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة. وجاء رد الرئيس: "لست أدري، لكنني لا أتوقع ذلك".

اعتاد الأميركيون خلال الأعوام الأخيرة سماع مزاعم عن وجود تدخلات أجنبية في انتخاباتهم. ويذهب الافتراض إلى أن هذا النوع من الخداع والحيلة يُنسب إلى خصوم عدوانيين مثل روسيا أو الصين -أو حتى إيران التي اتُهمت أخيراً باختراق رسائل البريد الإلكتروني لحملة ترامب. ومن الواضح لماذا يرغب خصوم الولايات المتحدة في محاولة التأثير في نتيجة الانتخابات، لكن الأصدقاء أيضاً يملكون أسباباً قوية، والتي ربما تكون أقوى، لكي يحاولوا وضع مرشحهم المفضل في البيت الأبيض.

في العام 1940 كانت بريطانيا تواجه التهديد النازي وحيدة. وفي ذلك الحين، قام عملاء في جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (أم. آي. 6)، ومن بينهم عملاق الدعاية لاحقًا، ديفيد أوغلفي، بتزوير استطلاعات الرأي لدعم حملة المرشح الجمهوري ويندل ويلكي المناهض للانعزالية الأميركية. وقد أراد تشرشل أن يضمن أنه حتى في حال خسارة فرانكلين روزفلت، فإن الرئاسة ستؤول إلى مرشح مؤيد لإرسال المساعدات. وفي تلك الأثناء عمل جواسيس آخرون من خريجي المدارس البريطانية الخاصة والمرموقة على إعداد مقالب وحيل تُحرج المرشح الجمهوري الأوفر حظاً، السيناتور روبرت تافت، المناصر الشديد للانعزالية.

وفي العام 1968، حدث تدخل لا يمكن الدفاع عنه بالقدر نفسه حين قدم حلفاء أميركا الآسيويون والمناهضون للشيوعية، تشيانغ كاي شيك في تايوان، ونغوين فون ثيو في فيتنام الجنوبية، تمويلاً سخياً لحملة ريتشارد نيكسون باستعمال أموال المساعدات الأميركية. وتمادى ثيو فخرب محاولات الإدارة الديمقراطية في ذلك الوقت إجراء محادثات سلام سرية مع شمال فيتنام.

ولكن بالطبع، قام نيكسون بخيانة تشيانغ واعترف بالصين تحت حكم ماو في العام 1971، مما أظهر أنه حتى التدخل الناجح في الانتخابات لا يضمن بالضرورة شراء السياسة التي يجري انتهاجها بعد ذلك.

وفي العام 1980، أشاع مدير حملة رونالد ريغان، ويليام كايسي، عبارة "مفاجأة أكتوبر" عندما حذر من أن جيمي كارتر سيقوم بإبرام اتفاق مع إيران خلال الفترة السابقة للانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر). وفي الحقيقة، كان كايسي، عميل الاستخبارات الأميركية المخضرم الذي تولى بعد ذلك منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، منخرطًا في محادثات سرية مع عملاء آية الله لإطالة أمد أزمة الرهائن إلى ما بعد هزيمة كارتر. وللمفارقة الساخرة، جاءت احتفالات الذكرى المئوية لولادة جيمي كارتر لتذكر الأميركيين بعجز رئيس ديمقراطي عن ضبط الأحداث في الشرق الأوسط خلال عام الانتخابات.

إذا كانت إدارة بايدن ترفض السماح لوزارة الدفاع والاستخبارات بمد يد العون في تنفيذ ضربة إسرائيلية ضخمة على إيران، فقد يصب ذلك في مصلحة نتنياهو وترامب. فقد يدفع اتهام بايدن باسترضاء إيران بالناخبين الأميركيين الذين ما يزالون يذكرون إذلال إيران لبلادهم خلال أزمة الرهائن إلى أحضان ترامب.

من اللافت مدى تقبل الأميركيين لتدخلات بنيامين نتنياهو المتكررة في سياسات بلادهم. فقد جعلت خطاباته أمام الكونغرس ومن على منبر الأمم المتحدة ومقابلاته المتكررة في الإعلام الأميركي منه فعلياً لاعباً سياسياً داخلياً بالنسبة للكثير من الأميركيين. لكن طلاقة لسانه باللهجة الإنجليزية الأميركية وعلاقاته الشخصية الوطيدة مع الولايات المتحدة لا يغيران من واقع أن أولويات نتنياهو إسرائيلية، وأن مصيره السياسي مرتبط بمصير بلاده.

لا شك في أن الحزبين الرئيسين متفقان على دعم إسرائيل. وقد أعرب جو بايدن كامالا هاريس على حد سواء عن دعم ثابت لإسرائيل وتعهدا بالدفاع عنها ضد إيران. لكن ما يميز الفريق الديمقراطي الحالي في البيت الأبيض عن تمرد ترامب هو تردد بايدن وهاريس في إعطاء نتنياهو تفويضاً كاملاً ليشن أي نوع من الهجوم على إيران. وربما يؤدي الهجوم الشرس على الملالي إلى كسب الأصوات الانتخابية في أميركا، بينما يهز سحق غزة ولبنان ضمير الناخبين المتأرجحين.

لكن بنيامين نتنياهو مدرك لمدى نفور الأوساط الديمقراطية منه بسبب دعمه للجمهوريين المناهضين لبايدن. وخلال ولايته الرئاسية، اعترف دونالد ترامب بالقدس عاصمة غير مجزأة لإسرائيل، مطيحاً بمكون رئيسي في حل الدولتين للقضية الفلسطينية. كما اعترف بمرتفعات الجولان كجزء من إسرائيل، مرسخاً بذلك عداء سورية للولايات المتحدة مثل إسرائيل. والآن يدعم ترامب ميل نتنياهو إلى استهداف مشاريع إيران النووية وصادراتها النفطية. وسوف يشكل الشهر المقبل في أميركا نقطة تحول تحدد ما إذا كان بنيامين نتنياهو قادراً أم غير قادر على الفوز بحربه على ست جبهات في الميدان الأهم، والأكثر حسماً هي واشنطن.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 6704
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-10-2024 09:03 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم