21-10-2024 10:15 AM
بقلم : محمد خروب
من دولة الإرهاب الصهيوني، التي فاقَت وتفوّقت وحشية وجرائم قادتها وآلتها الحربية (الأميركية الصنع), على فظائع النازية الألمانية والفاشية الإيطالية والـ«عسكريتاريا اليابانية», في الحرب الكونية الثانية, يبدأ غداً/الثلاثاء رئيس الدبلوماسية الأميركية المُتفاخِر بـ«يهوديته».. أنتوني بلينكن, جولة جديدة في بعض عواصم المنطقة ستحمل الرقم/11, منذ السابع من أكتوبر/2023, وسط تسريبات مُتباينة حول جدول أعمال هذه الجولة, التي تأتي في وقت فقدت فيه إدارة الرئيس الصهيوني/المنتهية ولايته بايدن, كل أوراق الضغط (المُفترَضة), عل? مجرم الحرب نتنياهو, الذي «يُراكِم» الإنجازات على ما يُروّج له معسكر المُستعمِرين في واشنطن ولندن وباريس وبرلين وروما, ناهيك عن المُحتفِلين في بعض العواصم الإقليمية, بتلك الإنجازات المزعومة, التي يُسّفك فيها الدم الفلسطيني واللبناني, مع استمرار أهوال حرب الإبادة التي يُكابدها أهالي محافظة شمال غزة, خاصة في جباليا البلد ومخيم جباليا وبيت لاهيا.
ما الذي دفع ببايدن لإرسال بلينكن؟
بعد الفشل المدوي الذي حصدته إدارته كما دبلوماسيته طوال عام مضى على حرب الإبادة والتهجير, (التي شاركت فيها واشنطن بحماسة في قتل وسفك دماء الشعب الفلسطيني) عبر مزاعم ببذل مساعٍ متواصلة لوقف «مؤقت» للحرب على قطاع غزة, ها هو البيت الأبيض يُعيد المعزوفة ذاتها, إذ وقبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، أعلن بايدن الخميس الماضي، أنه «حان الوقت للمُضي قُدماً» نحو وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس، «مُهنئاً» شريكه في العدوان على «تصفية» (الشهيد يحيى) السنوار.
هنا يبرز النفاق الأميركي في أبهى تجلياته, إذ يصعب إبتلاع مزاعم بايدن بأنه يريد أو يُفضل أو يسعى حقاً لـ«وقف النار», رغم إدراكه العميق أن الفاشي نتنياهو يرفض ذلك بحزم, مُدَّعياً أنه لن يوقف الحرب إلا بعد تحقيق «الانتصار الكامل» في حرب «النهضة والإحياء/القيامة» التي يشنها على الفلسطينيين واللبنانيين(!!). دون إهمال ما يُسرّبه موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي (والصهيوني كما يجب لفت الانتباه). إذ يكشف «أكسيوس» سِرّ التحرك الأميركي المُفاجئ وغير المتوقع, حين لفتَ إلى أن بلينكن يدرس تقديم خطة «ما بعد الحرب في غزة»? والتي تعتمد على «أفكار طوّرتها إسرائيل»، ومن المقرر ـ يُضيف أكسيوس ـ تقديمها «بعد» الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ليس هذا فحسب بل ثمة تسريبات أكثر كشفاً للخبث والخداع الأميركيين. إذ نقلت وسائل إعلام بريطانية وأخرى أوروبية أن بلينكن بأوامر من بايدن وهاريس يسعى للتوصل إلى «هدنة مؤقتة", يروم الثلاثي الأميركي.. الرئيس, نائبته وبلينكن, من ورائها «جمع» أصوات انتخابية من الأميركيين العرب والمسلمين, في ماراثون الرئاسة الأميركية الوشيك 5/11/2024. ويبدو أنهم تجاهلوا «رفّْضَ» نتنياهو وغطرسته, المتواصلة منذ أزيد من عام, ما بالك إهماله لما يقوله البيت الأبيض في أشهره الثلاثة المُتبقية, وإن كان دوماً يقول إنه لا يرفض «سماع» ما يقول? الأميركيون, لكنه/نتنياهو يجزم بأن «مصالح إسرائيل وشعبها» هي التي تحكُم قراراته. دون إهمال أن نتنياهو غير معني بفوز كامالا هاريس بقدر «أمَلهِ» وسعيه الحثيث والمُعلن لفوز المهرج ترمب, «بطل» صفقة القرن و"رائد» مسارات «إبراهام» التطبيعية.
ويتواصل سيل التسريبات التي لا تستبطن أي تفاؤل في جولة بلينكن المُفاجئة والتي لا نحسب أن أحداً يُراهن على نجاحها اللهم سوى المعسكر المُتماهي مع المشروع الصهيوأميركي, الذي لم تَعد أهدافه خافية على أحد, إن لجهة «دمج» الكيان الصهيوني في المنطقة العربية كقائد ومُرشد وكاتب لجدول أعمالها, أم خصوصاً ما كان قاله نتنياهو في 26/حزيران عام 2023 بأنه «يجب العمل على «اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مُستقلة لهم». مُضيفاً: إن إسرائيل تريد بقاء السلطة الفلسطينية، وهي غير ?عنية بانهيارها, ولكنه على استعداد لدعمها مالياً. (تنويه: أقوال نتنياهو هذه بشأن «بقاء السلطة», كانت قبل «100» من ملحمة «طوفان الأقصى»).
* استدراك:
نشرت صحيفة «العربي الجديد» اللندنية في عددها يوم أمس/الأحد, أنها علمت من دوائر دبلوماسية، إن بلينكن سيبحث في القاهرة مجموعة من النقاط العالقة بين مصر وحكومة الاحتلال الصهيوني، خاصة بالمنطقة الحدودية بين شمال سيناء وقطاع غزة, حيث يحتل جيش الاحتلال محور صلاح الدين «فيلادلفي»، المُمتد بطول الحدود البالغة 14 كيلومتراً، وسط رغبة صهيونية لإدخال «تعديلات» على اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين عام 1979. مضيفة: أن النقاط العالقة بشأن المنطقة الحدودية, ضمن نقاط الخلاف التي عرقلت التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار, وصف?ة تبادل الأسرى خلال جولة المفاوضات الأخيرة، بعدما رفضَ نتنياهو الانسحاب من ممر صلاح الدين. كما تشمل جولة بلينكن ـ تابعتْ الصحيفة ـ في المنطقة، الحشد لـ«رؤية» تتبناها واشنطن, بشأن «اليوم التالي» في غزة، وتعتمد على «تمويل» عدد من الأطراف بالمنطقة لـ"التصوّر الأميركي».
kharroub@jpf.com.jo
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-10-2024 10:15 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |