21-10-2024 10:20 AM
بقلم : سهير بشناق
في الماضي كنا نعتقد ان الطفولة بمنأى عن المعاناة محاطة بقدر كبير من الطمأنينة والفرح الوجودي فالألم لا يليق بها وتلك المساحة التي يمكن ان تكون للكبار فقط باتت اليوم محملة بوجع كبير لاطفال جزء من العالم لم يعودوا قادرين على الحياة باجمل ما فيها ان نحلم فقط.
هذه المرحلة التي نحياها القت بوجعها على قلوب الاطفال واحلام الشباب بحياة افضل وهم يتحملون قسوة الظروف المحيطة بهم في وقت من العمر كان عليهم ألا يحلموا سوى برائحة الحياة دون وجع ويزرعون بقلوبهم آمالاً يمكن تحقيقها وبمساحات من الحياة في عالم يمكنه ان يكون لهم مرفأ أمان لا مكان به لمشاعر الخوف والقلق والظلم.
ثقل هذه المرحلة من وجع اطفال فلسطين وتلك المشاهد التي لم يعد بامكاننا اخفاؤها عن اطفالنا وشبابنا من اغتيال طفولة وغياب امهات وفقدان آباء وقهر اوطان على غياب الفرح فيها باتت اليوم هي الحياة التي يعيشونها بكل المها.
ذاك الطفل الذي يغفو على حضن امه في ارض اخرى لم يعد بحياته ام.. وذاك الطفل الذي ينتظر ان تسرد له امه قصة المساء لم يعد يملك حقيبة مدرسته وكل اوراقه محملة بالدم والضياع.
وذاك الطفل الذي ينعم بسكينة وعطف اب لم يعد بمكان آخر من العالم معه سوى صور ابيه يمسح عنها بقايا دمه ليبقيها حاضرة في وجدانه.
وذاك الشاب الذي كان يحلم يوما بحياة تحمل احلامه لم يعد اليوم يقوى على الحلم في اوطان مات شبابها واغتيلت بنفوسهم الحياة.
تلك معادلة حياة صعبة ان نبحث عن الفرح فيما يبحث آخرون عن الحياة.. وان نبحث عن الطمأنينة وكل ما حولنا محاط بالخوف وكأن الحياة لم تعد تقوى على الحياة.
لم يغير وجع اطفال الحرب حياتهم فحسب بل القى بكل ما فيه على حياة اطفال العالم في وقت لم يعد بامكان «الكبار» رد مشاعر الخوف او بث الطمأنينة في قلوب اطفال وشباب وهم يرون الي اين تسير الايام.
في رحلة البحث عن الفرح والاحلام المشروعة بالحياة لا نملك سوى وميض آمال لربما تضيء يوما الايام القادمة وتعيد رائحة الحياة لقلب كل طفل لا يزال يحلم وان بات الحلم صعبا في عالم لم يعد به مكان سوى لدمع طفل ووجع ام ووطن نازف قهرا وظلماً.
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-10-2024 10:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |