23-10-2024 08:58 AM
بقلم : حاتم القرعان
تعتبر ظاهرة التشيع من القضايا الحساسة التي تثير الجدل في العديد من الدول العربية، بما في ذلك الأردن. حيث تمثل هذه الظاهرة تحديًا للهوية الثقافية والدينية للمجتمع الأردني، الذي يتسم بتنوعه الديني واعتداله. في ظل هذه الأوضاع، تبرز ضرورة قيام المنابر والعمائم ورجال الدعوة بدورهم في التصدي لهذه الظاهرة، والعمل على تعزيز الوعي الديني الصحيح.
منذ القدم، شهد الأردن وجودًا لعدد من الفرق والمذاهب، ولكن التشيع بشكل خاص أصبح أكثر وضوحًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بعوامل داخلية وخارجية. فقد انتشرت بعض الأفكار والممارسات الشيعية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما ساهم في جذب فئة من الشباب نحو هذا الاتجاه.
تتعدد التأثيرات السلبية لظاهرة التشيع على المجتمع الأردني، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفكيك الوحدة الوطنية، وتعزيز الانقسام بين الطوائف. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم هذه الظاهرة في نشر أفكار متطرفة وغير متسامحة، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي والأمني.
لعبت المنابر الدينية دورًا حيويًا في توجيه المجتمع وتعزيز الوعي الديني. لذا، فإن دور رجال الدين والمشايخ في هذا السياق يعدّ أساسيًا. ينبغي عليهم تعزيز قيم التسامح والاعتدال، وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول التشيع وأثره على الهوية الوطنية.
وعلى الحكومة الأردنية أن تلعب دورًا فاعلًا في هذا المجال، من خلال إطلاق المنابر في الخطب والحديث في القضايا الحساسة، وترك المجال لرجال الدعوة لإيصال رسالتهم. إن هذا التعاون بين الحكومة ورجال الدين هو مفتاح لتعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على الهوية الأردنية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تُعزز المناهج الدراسية في المدارس بالمفاهيم الصحيحة عن التعايش والتسامح، وتوعية التنشئة الاجتماعية. يتطلب الأمر تضمين مناهج التعليم مفاهيم تبرز أهمية الوحدة الوطنية وتعزز الفهم المتبادل بين مختلف الطوائف، مما يسهم في تكوين جيل واعٍ ومتعاطف مع الآخر.
يتطلب التصدي لظاهرة التشيع إطلاق مبادرات فعالة من قبل المؤسسات الدينية، تشمل تنظيم محاضرات وندوات لتوعية الشباب بأهمية الوحدة الوطنية، وشرح الأبعاد التاريخية والدينية للمذاهب. كما ينبغي العمل على مراجعة بعض النصوص الدينية التي قد تُستخدم لتبرير الانقسامات، وتعزيز الفهم الصحيح للإسلام. إضافةً إلى ذلك، يجب فتح قنوات حوار بين مختلف المذاهب والطوائف، بهدف تعزيز الفهم المتبادل ونبذ التعصب.
إن التصدي لظاهرة التشيع في الأردن هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من قبل رجال الدين والمجتمع. يجب أن نعمل جميعًا على تعزيز الوحدة الوطنية، وضمان أن تبقى الهوية الأردنية مستندة إلى قيم التسامح والاعتدال. فلنجعل من المنابر والعمائم أدوات للتواصل وتعزيز الفهم الصحيح للإسلام، ونعمل معًا من أجل مستقبل أكثر استقرارًا وتماسكًا، في ظل القيادة الهاشمية التي لطالما كانت رمزًا للاعتدال والوحدة في هذا البلد.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين وولي عهده الأمين
بقلم : حاتم القرعان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-10-2024 08:58 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |