بقلم : علي الدلايكة
نسير باتجاه انتخابات رئاسة مجلس النواب وهي في الحقيقة تختلف في شكلها وارهاصاتها عما سبق نتيجة دخول الاحزاب في هذا المعترك ومحاولة الاحزاب إثبات وترجمة قوتها على الساحة الحزبية والبرلمانية بأن تستحوذ على هذا الموقع الهام جدا والمواقع الأخرى في المكتب الدائم واللجان الدائمة في المجلس لان من يحقق ذلك سوف يعزز موقفه في الساحة الحزبية والسياسية والبرلمانية وحتما سيسهل الطريق أمامه لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية الحزبية والشعبية والتي ستوسع من دائرة الاستقطاب الحزبي لديه ....
لذلك سيكون هناك عدة لاعبين في الساحة الانتخابية رغم علمنا ان هناك تحالفات قد تمت او على وشك أن تتم في سبيل ذلك مع علمنا أن هذة التحالفات تتشكل بناء على مصالح متبادلة وما الذي سيجنيه هذا الحزب وذلك من ذلك وهذا حق مشروع وهو من ابجديات العمل الحزبي والنيابي وهو مبدأ مهم في تشكيل الحكومات البرلمانية مستقبلا ولكن مع عدم اغفالنا أن على الاحزاب ان تقدم الاكفأ والانسب للصالح العام والاقدر على إدارة المشهد بعيدا عن المصالح الضيقة والشخصية سيما ونحن نعي دقة الظروف وما نمر به في المنطقة والاقليم والأهم التغير الحاصل في ميزاج الشارع العام نتيجة الأحداث التي عصفت بالمنطقة وما زالت ونتيجة ما يجري في غزة تحديدا ودخول حزب جبهة العمل الإسلامي إلى المشهد والذي يتمتع بخبرة لا يستهان بها في ادارة العملية الانتخابية وتفاصيلها وكذلك اتقانه أيضا فن الخطابة والتأثير العاطفي على المستمع وعلى الشارع...
بحاجة أن تكون هذة الخطوة بحجم المسؤوليات الوطنية وما يتطلبه الوطن والمواطن وان تكون معززة للعملية الاصلاحية التي بدأت خطواتها الاولى والتي ينتظرها الوطن والمواطن والتي راهن على نجاحها البعض ولا يريدون لها أن تتم كيفما خطط لها لأنها تتعارض مع مصالحهم واهوائهم الشخصية .....
رئاسة المجلس ليست للمشيخة ولا للبرستيج العالي ولا لفرض الوجود ولا للتباهي والتناكف وإنما هي رئاسة احدى الغرف في السلطة التشريعة والرقابية والتي يقع على عاتقها مهمات جسام في الإصلاحات المنشودة والخلاص من كل المعيقات والتراكمات التي وقفت دهرا أمام تطور العمل السياسي الحزبي وامام ازدهار الاستثمار وتعظيمه واتساع رقعته وأمام إدارة عامة رشيقة مرنة شفافة خالية من الشوائب وان ننتهي من جلد الذات نتيجة الواسطة والمحسوبية والمرضوانية والشللية والمناطقية ....
رئاسة المجلس لضبط الإيقاع وضبط الأداء تحت القبة بعيدا عن التشتت والفوضى والعمل بنظام الفزعة والفردية والذي هو اصلا نقيض للعمل البرامجي الحزبي المنظم ....
لأول مرة في تاريخ العمل البرلماني والحزبي الحديث يكون بهذا النهج تحت القبة بوجود الاحزاب لذلك مطلوب من الجميع تجذير هذا العمل والارتقاء به والنأي به عن كل ما يشوه ويشوب ونذكر هنا أن بناء الائتلافات الحزبية ليس سببه وهو ليس من اجل انتخابات رئاسة الحزب ولجانه ومكتبه الدائم فقط ويزول بزوال ذلك وإنما هي عملية سياسية حزبية ديمقراطية تقتضي طبيعة العمل المشترك اتابعها لانها السبيل ان يحقق الحزب تطلعاته وبرامجه التي طرحها على قواعده وعلى ابناء المجتمع والتزم بتنفيذها على ارض الواقع ومن تحت قبة البرلمان