حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,21 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1781

ما طبيعة وأهداف «الضربة» الصهيونية الأخيرة .. على إيران؟

ما طبيعة وأهداف «الضربة» الصهيونية الأخيرة .. على إيران؟

ما طبيعة وأهداف «الضربة» الصهيونية الأخيرة ..  على إيران؟

27-10-2024 08:42 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد خروب
يضُجّ سيل الأنباء والتحليلات الصاخبة وخصوصا التسريبات المُبرمَج منها والخبيث. بكثير من الأسئلة ــ في ظل غياب المعلومات الدقيقة او القريبة من الصحة ــ عما حصل فجر يوم أمس السبت. عندما أغارت «100» طائرة صهيونية (على ما زعم ناطق باسم جيش الفاشية الصهيونية), على مواقع «عسكرية» إيرانية, على نحو يُربك المتابع والباحث عن «سِر» هذه «الوداعة», التي أبداها فجأة قادة الدولة العنصرية الاستعمارية, بعدما أطلقوا سيلاً من التهديدات التي تفيض غطرسة واستعلاءً وشعوراً مُزيفا بالعظمة. من أن «سلاحهم الجويّ» بما هو الذراع الطويلة للكيان الإحلالي, قادر على الوصول الى «أي مكان» في الشرق الأوسط؟.

قلنا «وداعة» قادة الكيان, بعد ان عرفنا ان المواقع العسكرية الإيرانية التي استهدفها العدوان الصهويني, كانت «متواضعة", بمعنى أنها لم تكن بحجم التهديدات التي أطلقها ــ على سبيل المثال ــ مجرم الحرب يوآف غالانت/وزير الحرب الفاشي, عندما قال للطيارين الذين أنهوا تدريبات على الأهداف الإيرانية المُقترَحة, عندما تعودون «سيكتشف العالم عظمة ما قُمتم به وتدربتم عليه».

وإذا كان موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي, المُقرّب بل وثيق الصلة بالدوائر اليهودية والصهيونية الأميركية والإسرائيلية, قد كشفَ يوم امس ان إسرائيل «أبلغتْ إيران» اول أمس الجمعة عبر «عِدة أطراف ثالثة», وبهدف الحدّ من «التبادلية» (بمعنى الردّ والردّ على الردً), أبلغت طهران «قبل» الضربة العسكرية وحذّرتّها من الرد, فإننا نكون ــ إذا ما صحّ خبر أكسيوس ــ أمام «تكويعة » صهيو أميركية «مُدوية», يمكن البناء عليها سياسيا ودبلوماسيا بل خصوصا على مستويات اوسع وأعمق مما يظن البعض, وبخاصة اولئك الذين سيُسارعون الى استحضار نظرية المؤامرة, او الصفقات من تحت الطاولة او غيرها, ما يعكس من بين أمور أخرى, مدى إخفاق الدبلوماسية العربية, في سَبرِ أعماق وطبيعة «لعبة الأمم», عبر التوفّر على اوراق ثمينة وجدِيّة, بعيدا عن الاطمئنان لكلام «الوسطاء والمبعوثين» الأميركيين, الذين يبعوننا الكلام ويبذلون المزيد من الوعود الخُلبية, ثم لا يلبثوا التنكُّر لها.

لم تنتهِ تسريبات «أكسيوس» بعد, إذ نقلَ الموقع الأميركي عن أحد المصادر قوله: لقد أوضح الإسرائيليون للإيرانيين مُسبقًاً, ما الذي سيُهاجمونه بشكل عام وما الذي لن يُهاجموه». فيما قال «مصدران آخران» لـِ«أكسيوس»: إن إسرائيل حذّرت الإيرانيين من الرد على الهجوم، وشدّدت على أنه إذا ردّت إيران بالفعل، فإن إسرائيل ستشن هجومًا آخر (أكثر أهمية)، خاصة إذا قُتل أو أصيب مدنيون إسرائيليون.

ولعل ما يستدعي التساؤل فيما أورده الموقع الأميركي عن تلك المصادر, عن سبب «تبرير» قادة العدو بأن هجوم فجر السبت او قل هجوم 26 أكتوبر جاء «ردًاً» على الهجوم الصاروخي الباليستي «الضخم», الذي شنته إيران في الأول من أكتوبر الجاري. زد على ذلك بل المثير في هذا الشأن, ان مكتب مجرم الحرب نتنياهو, «لم يستجِبْ» لطلب التعليق على هذه الأنباء والتسريبات لموقع أكسيوس.

ماذا عن إدارة بايدن ومواقفها مما حدث؟

هنا تبرز تجليات وحجم تواطؤ إدارة الرئيس الصهيوني/بايدن, في حروب وقضايا المنطقة وبخاصة على صعيد حرب الإبادة الجماعية والتهجير في قطاع غزة المنكوب. إذ كيف «نجحَ» البيت الأبيض في لجم مجرمي الحرب الصهاينة, وعلى رأسهم نتنياهو في «الاكتفاء» بضرب مواقع عسكرية إيرانية, في حين يعرف كل من يتعاطى السياسة وينشغل في مسببات الصراع الضاري بين القوى الكبرى على الشرق الأوسط وما حوله, ان الكيان الصهيوني المُدجج بالسلاح النووي, وصواريخ «جريكو/ أريحا» النووية, ان تل أبيب معنية بتدمير البرنامجيْن الإيرانيْين «النووي والصاروخي», ناهيك عن منشآتها النفطية التي تدر لها المليارات للوصول الى العتبة النووية؟. كما يواظب الصهاينة القول.

هذا يعني من بين أمور أخرى ان إدارة بايدن «قادرة» على لجم قادة الكيان وإلزامهم (إن أرادت ورغبت) كما حصل قبل هجوم السبت الصهيوني على إيران, ووضع حد لمغامراتهم وعدوانيتهم. لكنها تُحجم عن فعل ذلك في ما خص القضية الفلسطينية, قبل وبعد السابع من أكتوبير/2023, ناهيك عن استباحة لبنان وتدمير قراه وتهجير أهالي الجنوب اللبناني.

من الحكمة والحال هذه التأشير على اوراق تتوافر عليها إيران, أسهمت من بين ملفات وقضايا أخرى, في ان تتخِذ إدارة بايدن موقفا لافتاً ومثيراً كهذا, (بل غريباً عليها, إن أردتم) نذكرها باختصار للتذكير فقط.

اولاها: ان اي استهداف لمنشآتها النووية خصوصا, يمنحها «فرصة» الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية, التي تُكبلها الآن, وتمنح طهران فرصة التخلص من مراقبة مفتشي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية/ IAEA».

اضف الى ذلك ـ كنقطة ثانية ــ ان الضربة الإيرانية «الثانية» في الأول من أكتوبر الجاري أثبتت لقادة العدو ولشريكهم الأميركي, في حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني, ان لدى طهران ما يُؤذي الكيان و«تدفيعه» ثمنا باهظاً إذا ما ذهب بعيدا, خاصة استهداف البنى التحتية والمدنيين (بما هما نقطتا ضعف وإيلام للكيان الفاشي).

تبقى إشارة ثالثة, من السذاجة إهمالها, وهي ان الإدارة الأميركية الحالية كما مَن سبقتها وخصوصا مَن ستأتي بعدها, معنية تماما بل وبما يضعها اولوية على جدول أعمال ساكن البيت الأبيض, خشية ذهاب إيران «نهائيا» نحو التحالف مع روسيا والصين, وهو الأمر الذي برزَ بحماسة, في عهد الرئيس الراحل/إبراهيم رئيسي, ولم تختلف الحال كثيرا ــ في ما يبدو ـ في عهد الرئيس الحالي/مسعود بزشكيان.

kharroub@jpf.com.jo

الراي








طباعة
  • المشاهدات: 1781
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-10-2024 08:42 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم