27-10-2024 08:42 AM
بقلم : بلال حسن التل
انشغل العالم منذ فجر امس السبت، باخبار اعلان الكيان الصهيوني بانه وجه ضربة عسكرية لمواقع عسكرية ايرانية، من خلال ثلاث موجات من الطيران، شاركت فيها مائة طائرة حربية، استهدفت ايضا مواقع في كل من سوريا والعراق، ردا على الرد الايراني على الضربة الاسرائيلية الثانية لايران. فنشطت القراءات لهذه الضربة، والتحليلات لها.
على الصعيد الاخباري فقد اكدت كل الأخبار وفور الاعلان الاسرائيلي عن هذه الضربة،ان الولايات المتحدة الأميركية، اعلنت انها طلبت من ايران عدم الرد على العدوان الاسرائيلي، وانه في حالة الرد الايراني، فان الولايات المتحدة الأميركية ستكون ملزمة بالدفاع عن إسرائيل من جديد.لأن واشنطن ملزمة بسلامة إسرائيل وامنها وتفوقها العسكري ِ
القراءة الاولى في هذه الضربة الاسرائيلية، تقود إلى حقيقة غريبة، تؤكد ان ما يجري عجيب يثير الكثير من الاسئلة والشكوك، ذلك ان كلا الطرفين يخبر كل منهما مسبقا اما بموعد ضربته له، او انه يتم الاتفاق على حجم الضربة واهدافها، وأن ذلك يتم برعاية وتنسيق أميركي، وهو ما لا يتم اذا كان المستهدف بلداً عربياً، وهذا يقود في التحليل الى ان هناك تقاطع ونقاط اتفاق كثيرة ببن مشاريع الفريقين لاستهداف المنطقة العربيةِ. باعتبار ان المشروع الاسرائيلي، والمشروع الأميركي متطابقان بصورة تامة.
كما ان القراءة تقول ان المتحدة الأميركية نفسها، وخلال الاسابيع الماضية، شاركت بالحرب الإعلامية والنفسيه، التي شنتها إسرائيل ضد ايران، كما ان الولايات المتحدة الأميركية هي التي كانت تمهد للضربة الإسرائيلية لايران،بل ان المسؤولين الاميركيين اعلنوا ان بلادهم هي التي حددت لإسرائيل الاهداف الإيرانية التي ستضربها، وانها امدتها بالمعلومات الاستخبارية اللازمة عن هذه الاهداف، وانها نسقت الضربة الاسرائيلية لايران، وانها كانت على علم بتوقيت العدوان الاسرائيلي على ايران.
ومثلما تبنى المسؤولون الأميركيون الرواية الاسرائيلية قبل وبعد الضربة الاسرائيلية لايران، فعل ذلك الإعلام الأميركي.
ناهيك عن ان الطائرات والصواريخ، والقذائف التي تستخدمها إسرائيل في عدوانها على شعوب المنطقة هي أسلحة أميركية.
وفي القراءة ايضا ان الولايات المتحدة الأميركية، تعتبر كل العمليات العسكرية الاسرائيلية، بما في ذلك إلابادة الجماعية التي تنفذها بحق اهلنا في عموم فلسطين المحتلة، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، امتدادا الى لبنان الشقيق، دفاعا إسرائيليا، هو حق مشروع من وجهة النظر الأميركية، التي تعتبر في الوقت ذاته كل مقاومة لإسرائيل ارهابا يجب مكافحته، وفي الحالتين تجند الولايات المتحدة الأميركية ثقلها السياسي والاقتصادي لمنع إدانة الجرائم الإسرائيلية، ولوصف كل من يقاومها حتى لو بالكلام والتصريحات بانه ارهابي، او داعم وراعٍ للارهاب.
القراءة والتحليل النهائيان للضربة الإسرائيلية يقولان: ان الهدف والسلوك الاميركيين يريدان ان تظل يد إسرائيل هي العليا في المنطقة، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولاً. وان حروب إسرائيل هي حروب الولايات المتحدة الأميركية.
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-10-2024 08:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |