27-10-2024 08:51 AM
بقلم : نيفين عبدالهادي
«لا تغلط غلطتي» مبادرة أطلقتها المرشدة التربوية في مدرسة رقية بنت الرسول الثانوية «الحكومية» (مس سماح) وهي الحاصلة على جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، مبادرة تختلف عن مبادرات كثيرة كونها تضع الطالبة أمام خطئها كناقد وبنفس الوقت بشفافية تطرحها أمام طالبات المدرسة جميعهن للاستفادة من هذه «الغلطة» وعدم تكرارها من قبل أيّ منهن.
فكّرت المرشدة التربوية سماح محسن بالتشاور مع مديرة المدرسة أمل العمايرة القيام بعمل تربوي ناضج بعيد عن صيغة تعديل السلوك بطريقة تلقينية، أو بشكل عقابي، تتحدث عن خطأ ارتكبته بلسان حالها، وأمام صديقاتها وزميلاتها في المدرسة، وأمام معلماتها وهي مبتسمة كونها تعلم أنها كانت مخطئة، لكنها اليوم تريد من غيرها أن لا يكرر ما قامت به، وأن لا يقع بذات الخطأ، مبادرة بتفكير من خارج الصندوق في تقييم سلوك وتعديله من قبل الشخص نفسه، هي أعلى درجات النموذجية في التعامل المحبب من الطلبة، دون أي رفض لنصيحة أو تصويب سلوك.
ودون أدنى شك الطالبات عندما سمعن من صديقتهن وزميلتهن النصيحة، يكون رد الفعل مختلفا، وأكثر تفاعلا وأسرع استجابة، فهي الصديقة الأقرب لهن وتشبههن بذات الشخصيات والأقرب بالظروف، فالاستماع للطالبات فيما بينهن حتما لذلك الأثر الكبير على سلوكهن ورد فعلهن، والمثير للإعجاب بهذه المبادرة أن عشرات الطالبات بدأن يتوجهن لمكتب «مس سماح» ويطلبن منها أن يقفن على طابور يوم الأحد حيث تم تحديده يوما معتمدا للمبادرة على الطابور الصباحي، فبدأت الطالبات يطلبن الوقوف على الطابور للحديث بلغتهن البيضاء، الطبيعية، عن تجربة قد تكون خطأ، وربما هي أقل من ذلك بكثير، لكنها تراه خطأ، وغلطة، تحكيه لمن حولها في مدرستها، تعلّم وتتعلم بطريقة تربوية ناضجة حقيقة ومختلفة.
قادتني هذه المبادرة للتفكير بجيل الشباب والبحث عن طرق إبداعية مختلفة، وغير تقليدية للتعامل معهم، وهو ما قامت به المرشدة التربوية سماح، بأن تجد فكرة تصوّب وتعدّل من خلالها سلوك عشرات الطالبات، وبالمقابل تفتح بابا للحوار والتفاعل الإيجابي لصالح جيل لم تعد الأفكار التقليدية تقنعه بشيء، وبات يحتاج أفكارا خارج الصندوق، وتغريدا خارج سرب النمطية، بطريقة تشاركية محببة، وجاذبة، ومقنعة للجميع طلبة، وحتى معلمات، جميل مبدأ أن نتعلم من بعضنا البعض.
ليتنا جميعا نستطيع الوقوف أمام من حولنا في عملنا ومحيطنا، ونقول «لا تغلط غلطتي» مع التأكيد أن لا أغلاط بين الطلبة كتلك التي يقترفها الكبار، لكن جميل أن نحكي أغلاطنا بهدف واحد هو التوعية، والتعاون على ألا يتكرر الغلط، وأن تبقى مجتمعاتنا مثالية، ولو بحدها المعقول، وهو ما جسدته مبادرة «لا تغلط غلطتي» نحتاجها جميعا، لغايات التوعية المقبولة، والتي تحقق نتائج إيجابية سريعة، وعملية، جميل أن تعمم الفكرة، حتى نتعلم من أخطاء بعضنا، بتجارب حيّة، وأن نبتعد عن الأخطاء، باقتناع، لسنا مضطرين، فهو التعلّم الذي يقودنا للأفضل وللصواب.
الدستور
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-10-2024 08:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |