بقلم : العميد المتقاعد باسم الحموي
حادثة شاحنة تل أبيب والتي أبدعها أحد عرب ال ٤٨ هذا اليوم، تؤكد "وللمرة المليون" أن قضية وهَم الكيان المختل ليست المقاومة أو قادتها، وإنما أفراد شعبٌ كامل، تمتلئ قلوبهم حقدآ، وأرواحهم قهرآ، وعقولهم غضبآ لا حدود له، بعد أن أغتُصبت أرضهم، شُردوا من ديارهم، فقدوا أحباءهم بالقتل أو الاعتقال والتعذيب، سُلبوا أحلامهم وآمالهم وحياتهم، تخلى العالم عنهم، تجردت الإنسانية من معانيها حين طفت على السطح قضيتهم، وانبعثت رائحةُ العفونة والشراسة من عدوهم، وتجلّى التخلّي عنهم في أبشع صوره من القريب قبل الغريب.
القضية ليست حماس، ولا هنية، ولا السنوار، ولا من قد يخلفونهم، القضية هي شعبً كامل يمثل قنابل موقوتة تنفجر وستظل تنفجر بالعدو في كل مكان وكل زمان، لتُفسد عليه أفراحه بانتصاراتٍ مزعومة أساسها القتل العشوائي والإبادة الجماعية القادمين من طائرات تسبح بحُرية في السماء لتحاشي المواجهة المقيّدة مع أبطال الأرض وشجعانها من هذا الشعب.
فلا نامت أعين الجبناء، ولا هدأ روعهم، ولا ارتاحت نفوسهم.