حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1849

الأردن .. سردية وفاء

الأردن .. سردية وفاء

الأردن ..  سردية وفاء

28-10-2024 08:27 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي
على مدار أكثر من مئة عامٍ، ومنذ تشكل هذا الوطن الكريم، برسالته، وبشرعيته، ومشروعيته، وملوكه الهاشميين، وشعبه الكريم، كان ولا يزال مدركا لما يحمله من مسؤوليةٍ، بأنه على ثغرٍ من ثغور أمتنا العربية، والإسلامية، ولم تتبدل رسالته وغايته رغم تبدل كل ما يحيط بنا.

في هذا الوطن آمنا بأننا امتداد طبيعي لمشروعٍ كبيرٍ، ورؤية دربها طويل، وبقيت فينا مضامين المعدن النقي، والهوية حيث الحُكم العربي، بامتداده الشرعي، ومشروعيته، لذا فقد كانت الجغرافيا في هذا الوطن مسألة ثانوية، على اعتبار سمو الرسالة، وقيمها، وغاياتها، ومراميها، بأنّ هذا الوطن للعرب كافة، وأهله المخلصين.

ومنذ البدايات، منذ مرّت جيوش النهضة العربية عبر مدنه وحواضره، التحق بها أبناء هذا الوطن الكريم، مدركين، بأنّ نضالات العرب، قد توجت في هذه النهضة، وبأنّ قادتها الهاشميين، هم حملة التأسيس لنهضةٍ عربيةٍ جديدةٍ، بعد أنّ غاب العرب عن الفعل التاريخي لأكثر من سبعمئة سنةٍ، ومن هنا يجب أنّ ندرك أهمية هذه النهضة العربية، التي أسست خطاب الأردن المعاصر.

وعلى مدار عمر دولتنا الأردنية وعهودها أعطينا لفلسطين عن إيمان قوي، بأن القضية أمانة، وهي جزء من قيم ورسالة هذا الوطن على سعته حيث مناخات العروبة الرحبة.

واليوم، ما يزال الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يقود هذا الوطن، بذات المبدأ، رغم التحولات التي تحيط بنا وبتسارع، لربما لم يكن كثيرون يتوقعونه، ولكنها حكمة ملوك بني هاشم، الممزوجة بالمبدأ وبالصبر والمرابطة، لأجل الإنسان وبنائه، ولأجل الرسالة الممتدة، منذ زمان الرايات العربية الخالصة بعروبتها، وحتى اليوم، وستبقى – بإذن الله- وبهمة الأردنيين الصابرين هذه الراية خفاقة، لا يغيرها تبدل الأحوال من حولنا، أو الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا، أو التحولات التي ما تزال تحيط بنا، وهي تحولات عميقة، وقد أوغلت في السنوات الأخيرة، وباتت أصعب، خاصةً مع صعود «اليمينيين» من كل حدب، ومحاولات «المارقين» من أيّ صوب، وعلو نبرة خطابهم، الذي يبقى صدىً لا أثر له أمام هذا الوطن الأصيل، بملوكه، وبخطابه، وبرسالته، وبتاريخه.

والحديث اليوم عن الأردن، وظروفه، وما تمر به فلسطين اليوم ومقدساتها، ولكن، السؤال، منذ متى كانت الأمور والظروف تمر بغير تحولاتٍ، وتبدلاتٍ، الثابت الوحيد فيها، الأردن ومواقف ملوكه، ومبدأهم الذي كان، وما يزال، وسيبقى راسخاً.

ومن بين ما نقرأ في هذا الإرث الموصول، خطاب الملك الحسين بن طلال (طيب الله ثراه) مع انتهاء إعمار قبة مسجد الصخرة المشرفة، عام 1994م، وقوله: «إنّ التجربة التي تمر بها الأمة صعبة ومخاضها عسير، ولا خلاص إلّا بالحرية، والتضحية والوعي والرؤية الواضحة، آنذاك يكون لنا أن نستوعب حركة التاريخ بروحٍ جديدةٍ، ونزرع في الأجيال أملاً عظيماً بالبعث والنهضة والمعرفة والقوة، ونتطهر من خطايا الضفف، وخطط الاستعمار...».

ويومها، حيّا الملك الحسين القدس، قائلا: «وللقدس الحاضرة في الروح أبداً ألف تحية وسلام، القدس التي لا يستقيم أمر الدنيا لو غابت، فهي ذاكرتها ومحرابها، وجامعتها، ورؤاها الخضر، وعهدتها العمرية، وصوت حريتها العظيم وسلامها العادل الكريم، وسنستمر ننبه ثم نقاوم كل محاولات العبث بمقدساتنا الإسلامية، في أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين بخاصة، وفي عالمنا الإسلامي بعامة.. وسنقاوم أيّ تغيير في معالمها تحت حجج زائفة من الإصلاح أو التوسعة أو التحديث أو تحت أيّ شعارٍ آخر».

إنّ التاريخ وحاضر هذا البلد، وسيرة ملوكه، كيفما وأينما تأملت فيها، تجد فيها تختزل سيرة الأمة، وتروي حكاية صبرها، وثباتها على المبدأ، حمى الله الأردن الهاشمي عزيزاً، كريماً، وفيه من الأوفياء ما يستطيعون أن يشيلوا الحمل مهما اشتدت الظروف.











طباعة
  • المشاهدات: 1849
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-10-2024 08:27 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم