حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3969

لله درك يا عزة .. وَعَلَىٰ اللـهِ أَجـرُكِ ..

لله درك يا عزة .. وَعَلَىٰ اللـهِ أَجـرُكِ ..

لله درك يا عزة  ..  وَعَلَىٰ اللـهِ أَجـرُكِ  ..

28-10-2024 11:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فيصل تايه
الآهات تتلاحق ، زفرات الشهيق تتوالى ، خفقات القلوب المكلومة تزداد وهي ترى الموت يخيّم على سماء غزة ، موت يحصد أرواح الأبرياء دون أن يستثني طفلا أو امرأة، شيخا أو شابا، ودمار لم يبقى حجرا على حجر ولا يستثني حتى الأشجار..

عدوان بربري حيث الكل يُستشهد ، الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والأشجار والأحجار ، وكذا يستشهد المكان، ويشهد الزمن عن واحدة من أهم الملاحم التي يمتد مسرحها من فلسطين هدفها كسر إرادة جيوب الحرية في الأمة على طريق التطويع والتطبيع وفرض الهيمنة على أمة الضاد.

نعم ، هناك حيث رائحة الموت تخيم على المكان ، وصرخات القهر تدوّي في سماء المكان، وأنين الجوعى الجرحى والثكالي تطغى على ازيز الرصاص ودوي المدافع وهدير الطائرات ، هناك حيث يسجل التاريخ ملاحم انتصار الدم على السيف ، هناك حيث تتناثر أشلاء الأطفال ومعها تتناثر قيم وأخلاقيات وقوانين العالم التي لم تكن سوى روزنامة من الأكاذيب.

نعم ، هناك حيث تسقط نصوص القانون الدولي مع سقوط كل طفل وامرأة بسلاح العالم المتحرر من كل القيم الأخلاقية والإنسانية، هناك حيث تحرر المسلمين من دينهم وتحرر العرب من عروبتهم وتخلي البشر عن إنسانيتهم.. هناك حيث ساد قانون الغاب وشرعية المحتل.

نعم ، هناك حيث انتصبت أقدام اهل غزة راسخة ثابتة في مواجهة جحافل الطغيان تواجه الموت بابتسامة العاشق الملهوف للقاء من يحب ، فهي ملحمة العجائب ومعركة الأساطير التي كانت مجرد قصص تتلى من (أفواه الحكواتيين في المقاهي)، لكن هناك من جعل من تلك القصص والأساطير حقائق يتابعها العالم مذهولاً غير مصدق ما يرى وما يجري على أرض الملاحم والبطولات ، فهناك في غزة ملحمة أسطورية تجاوزت كل ملاحم التاريخ وأساطيره وأبطال يسيطرون في الميدان ويسطرون أساطيرهم التي لم يسبقها إليهم أحد في التاريخ.

نعم ، هناك حيث المقاومة تواجه التطلع بالتجذر كشجرة الزيتون، هناك (بطولات) تسطر ملحمة الخلود ومن الموت تنشئ جسوراً للحياة، حياة الحرية والكرامة، حياة الحق على الباطل، حياة الخلود على أرض الجدود، حيث بقايا أحرار الأمة الذين يؤمنون أن الموت هو الطريق للحياة في أدبيات الشعوب المحتلة التي لا يمكن أن تنتزع حريتها من المحتل دون الإيمان بأن الموت هو طريقها نحو الحرية والاستقلال.

نعم ، هناك حيث حوّل العدو البربري الهمجي المتوحش الماء والغذاء والدواء وحتى حليب الأطفال إلى سلاح، وكأنه لا يكتفي بأحدث الأسلحة التي يقتل ويدمر بها كل شيء البشر والحجر والشجر، ليزيد من بربريته وتوحشه وهمجيته بتحويل أساسيات الحياة من مياه وأدوية وغداء إلى سلاح ومباركة ما يسمى بـ (العالم الحر) تظهر البربرية والهمجية بأنصع صورها .

ما يحدث في غزة اليوم شيء لم يشهد له التاريخ مثيلا، أإن جرائم الإبادة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني يخجل منها (هولاكو، وجنكيز خان، وهتلر) وكل طغاة التاريخ يخجلون من الجرائم التي ترتكب في فلسطين الذي إليه امتدت جرائم (العالم الحر) .

نعم ، هذه الملحمة يكفيها وأيا كانت نتائجها أنها أسقطت أقنعة الزيف والخداع عن وجوه العالم ، وعرفتنا حقيقة العالم الذي ظل يسوق لنا مفردات عن الحريات وحقوق الإنسان ليظهر أخيرا زيف ادعاءاته ..
فلله درك يا عزة .. وَعَلَىٰ اللـهِ أَجـرُكِ
والله ولي الصابرين








طباعة
  • المشاهدات: 3969
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-10-2024 11:56 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم