03-11-2024 08:56 AM
بقلم : سميح المعايطة
رغم كل السياسات والأفعال الإسرائيلية لقتل فكرة الدولة الفلسطينية وإزالة مشروع حل الدولتين ما زال هناك جهد عربي ودولي للحفاظ على هذا الحل وإيجاد الطرق التي تنقض الفعل الصهيوني وجعل السلام المؤدي لإقامة الدولة الفلسطينية ممكناً.
معلوم أن كل فعل إسرائيلي في غزة والضفة وكل عمليات الاستيطان والعدوان ومحاولة فك الارتباط بين جغرافيا الضفة وغزة كل هذا غايته اغلاق الطريق امام فكرة الدولة الفلسطينية او حل الدولتين، وان الاحتلال يعمل على صناعة واقع يخدم توجهات وسياسات هدفها النهائي ان يتم حل مشكلة الحق الفلسطيني خارج فلسطين عبر التهجير والتوطين وصناعة واقع لا يكون الفلسطيني فيه فلسطينياً بل مواطن في دول عديدة ويحمل عواطف وحنيناً تجاه فلسطين.
واذا تحقق هذا فان من سيدفع الثمن هو الفلسطيني من كل تفاصيل الجغرافيا الفلسطينية في الضفة وغزة وعرب الـ٤٨ وكل فلسطيني في اي دولة في العالم، لان المحصلة تفتيت القضية الفلسطينية وقتلها وتحويلها الى نزاع على تفاصيل وليس قضية وطنية وحقوقاً.
وبالنسبة لنا في الاردن فاننا متضررون أيضاً وندرك ما الذي يسعى اليه الاحتلال، لكن بالنسبة للاردن فان الوصول الى مرحلة قتل حل الدولتين ليس له بديل أردني، اي ان السعي لقتل فكرة الدولة الفلسطينية، إن نجح، لن يعني ان الاردن يتقبل الحلول البديلة من تهجير وتوطين أو عودة ما تبقى من جغرافيا الضفة الغربية للاردن ومعها سكان الضفة الذين سيفقدون حقوقهم وتريد اسرائيل ان يكونوا اردنيين مع فقدان كل حق لهم في بلدهم إلا بقايا حنين ومشاعر.
البعض في محيطنا يعتقد أنه كلما عمق القناعة بقتل حل الدولتين فهذا يعني زيادة القناعة لدى الأردن بان عليه ايجاد البديل او تقبل الحلول التي تروج لها اسرائيل والتي تظهر بأسماء حركية عديدة لكن جوهرها تصفية القضية الفلسطينية على حساب الفلسطينيين والاردن.
مهما كانت نهاية حل الدولتين فان الاردن ليس الطرف الذي عليه ايجاد بديل على حساب هويته الوطنية واستقراره السياسي، وليس الطرف الذي عليه قبول افكار كيان الاحتلال وفقا لواقع مرير للقضية الفلسطينية، فبديل موت حل الدولتين ليس أردنياً، ومن سيدفع ثمن قتل الحقوق الوطنية والسياسية للشعب الفلسطيني ليس الأردن ولا الاردنيين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-11-2024 08:56 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |