04-11-2024 09:13 AM
بقلم : علي الدلايكة
حقيقة أن نهج دولة الرئيس الجديد بالخروج الغير مبرمج والغير معلن للميدان وخارج البروتوكولات المعهودة ذو فائدة كبيرة يضع دولته من خلالها يده على جزء مهم من الخلل ويرى عن كثب واقع الحال كما هو بعيدا عن التجميل والتهذيب المسبق وبعيدا عن الإجابات المعدة والمنمقة مسبقا والتي لا توضح الصورة الحقيقية لواقع الحال وانما هي مما تعودنا ان نسمعه عند زيارة اي مسؤول وكما نوه اليه يوما جلالته بانه يسمع كثيرا خلال زياراته الميدانية عن واقع الحال بأن الامور تمام سيدي ويقول جلالته انه على يقين انها ليست بالتمام ....ولكن وبالمجمل هناك كثير من الاخطاء والخلل يمكن تجاوزه بعد تصويبه ولكنها بحاجة إلى مسؤول يتابع وصاحب قرار ...
ولكن دولتك هناك جوانب مهمة في الإدارة العامة وفي مؤسساتنا وخصوصا الخدمية منها يشوبها ما يشوبها من التقصير خصوصا ما يتعلق بالتعامل وفي الجدية في العمل والتفاعل مع حاجات المواطنين وما يتعلق بالإنجاز وكيف يكون الانتماء الوظيفي وفي جميع المستويات الوظيفية وليس سرا دولتك أن الجهات الرقابية ولا اعمم اصبحت في وضع تناغم وتوافق كبير مع باقي الاطراف المعنية والخاضعة لرقابتها مما شكل حالة غير مرضية في الأداء الرقابي وفعاليته احيانا واصبح الاداء الرقابي شكلي مما انتج خللا في العملية الإدارية وفي الاداء وما نتج عن ذلك من خلل مالي واداري واضح في بعض المواقع في الادارة العامة ....
أعي دولتك بأنه ليس لديك عصى سحرية ويد واحدة لا تصفق ولأنها تراكمات كبيرة ولأنها اصبحت سلوك متوارث بين الاجيال الوظيفية تأخذ طابع التطبيع القصري لكل من يأتي حديثا وينضم إلى الأسطول الوظيفي ولأنها الواسطة والمحسوبية ليس فقط في اختيار الغير مناسب للمكان المناسب وإنما أيضا في متابعة ورعاية وحماية الغير مناسب من المحاسبة نتيجة الاخطاء وتكرارها وعلى العكس تأتي أيضا الترقيات والترفيعات والحوافز التي في غير مكانها وعلى خلاف موضعها وموضوعها فتقتل روح الابداع لدى البعض وتصيب البعض بالغبن والاحباط ....تحدثنا كثيرا عن تطوير القطاع العام وافردت لها الحكومة وزارة متخصصة ولكن السؤال هل حققت ما كان يجب أن يكون بسبب وجودها بعيدا عن ما تم من إعادة النظر بالهيكلة الإدارية عموما واستحداث بعض المعايير التنظيمية ولكن ماذا فعلت بالسلوك الوظيفي والانتماء الوظيفي ورفع سوية الإنجاز بعيدا عن الرقابة المباشرة وماذا عن التفعيل الحقيقي لمبدأ الثواب والعقاب وماذا عن خلق وتأهيل صف ثاني وثالث من القيادات الادارية في المؤسسات والدوائر تكون على استعداد تام لملئ اي فراغ يحصل وماذا عن مجاراة التطور والتحديث والبعد عن البيروقراطية القاتلة وماذا وماذا....
قناعتنا ان تجويد الادارة العامة سيكون الانطلاقة لتجويد العديد من القطاعات والخدمات وسنكون امام بناء ثقة قوية فقدت منذ سنوات خلت ما بين الادارة العامة والمواطن الاردني وكل من هو على الارض الاردنية والانتهاء من الكثير من الأمراض الإدارية التي انهكت الجسم الإداري لعلى وعسى ان يستعيد عافيته ...
دولتك الخروج للميدان ضروري ويكشف لك الخلل الظاهر للعيان وجله خلل مادي اما الخلل المعنوي وهو الهدف الأسمى والمنشود فهو بحاجة إلى رصد وكواشف عالية الحساسية لانه متجذر ومتعمق ومتمكن لذلك سيرافق العمليات الجراحية الكثير من الصعوبات والتحديات والتي لا تغيب على احد.....ولكن الضرورة تقتضي المباشرة في العلاج لئلا يستفحل اكثر فأكثر المرض وهذا لا يتوافق ولا يتناسب وطبيعة المرحلة المقبلة والتي جاء التكليف الملكي لدولتك من أجلها ومن أجل البدء بتنفيذ تفاصيلها الاصلاحية السياسية والاقتصادية والإدارية...
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-11-2024 09:13 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |