حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,7 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3590

انتخابات امريكية مُكرَّرَةً مُعاده كما ارادها طاقم قُمرة القياده

انتخابات امريكية مُكرَّرَةً مُعاده كما ارادها طاقم قُمرة القياده

انتخابات امريكية مُكرَّرَةً مُعاده كما ارادها طاقم قُمرة القياده

06-11-2024 11:00 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
منذ ان تم الانتهاء من عملية اختيار المرشح للرئاسة الامريكية وتم اعتماد المُرَشَحَيْن المُجَرَّبَيْن فُهِمَ ان النهج الامريكي ثابت على مساره داخلياً أولاً ثم خارجياً وهو مؤشر مهم على ان الوضع على المستوى السياسي العالمي تحت السيطرة وان لا خروج عن الخطوط التي رسمتها وان الرضى عن المسير تحت ظِل الأجنحة الامريكية ما زال نفس الرضى .

نعلم ونؤكد ان الشعب الامريكي يمارس حقه الانتخابي بصورة ديمقراطية حقيقية وهي نموذج يحتذى في طريقة ايصال صوته بحرية تامة الى داخل صندوق الاقتراع، ثم بعد ذلك يدخل هذا النموذج او النماذج الخاصة بالعملية الانتخابية في عملية فرز هي ربما الاعقد على المستوى العالمي وشرح هذه العملية يحتاج الى خبراء متخصصين في هذا المجال واعتقد ان استيعاب شرح تلك العملية يحتاج ايضاً الى ذهن صافي وعقلية فَذَّةٍ لفهم كيف تتم وتنتهي هذه العملية ومن هي الاصوات الحاسمة التي بها يفوز الرئيس بغض النظر عمن صوَّتَ له الشعب .

لن يفوز ترامب بفضل الكاريزما الخاصة به ولا بسبب الثراء الذي يتمتع به ولا بسبب حجم توقيعه الذي كان يعرضه على الكاميرات بعد توقيعه على القرارات المتمردة الخارجة عن القانون الدولي التي كان يتخذها ،
ولن تخسر كاميلا الانتخابات بسبب ضحكتها العريضة الدائمة المسموعة العالية،
لم يخرج كلاهما عن خارطة الطريق التي سُلِّمَت لهما فكلاهما أدَّيا مهامها على اكمل وجه
فلم يعطي ترامب الجولان السورية لدولة طارئة أُنشئت وأقيمت على ارض الغير بالقوة اعتباطاً
وكما يقال بالعامية " لم يقدح من رأسه " بل عُطّلت كل الهيئات والمنظمات والمؤسسات الدولية بما فيها المحاكم الدولية من اجل انفاذ هذا القرار وكذلك القرار المتعلق بالقدس .

الاعلام الامريكي مع الاعلام الصديق له يحاول حرف البوصلة وذلك بالتركيز على من سيكون الفائز في هذه الانتخابات التي يصفونها بالاستثنائية والعجيب ان كثير من الناس يعتقد ان هذه انتخابات حاسمة في السياسة الامريكية على كل المستويات ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوه : بناء على ماذا ستكون هذه الانتخابات استثنائية والكادر الفائز هو نفس الكادر سواء الديموقراطي او الجمهوري والاهم من هذا كله أن واضع وراسم السياسة الخارجية والداخلية هو طاقم قمرة القيادة نفسه ، فأين تكمن الاستثنائية؟

إن الوضع الاقتصادي والمالي الامريكي في حالة حرجة للغاية فهو يقف على الخطوط الحمر بل يمكن القول انه تجاوزها،
الناخب " المواطن الامريكي " في نهاية المطاف ليس معنيا بالسياسة الخارجية لبلاده فهو مواطن غارق الى أُذنيه في موج الرأسمالية المتلاطم وليس لديه ادنى اهتمام في كثير من الأمور وإن الخط الاحمر الذي يعنيه هو جيبه ولا شيء غيره،
لن يثور الشعب الامريكي أنتصارا لشخص اي من المُرَشحَين ولا انتصاراً لحزبه الذي ينتمي اليه كثقافة لا يدخل في تفاصيلها وان الخطر الداهم بالنسبة له هو ما يتعلق بالدخل ومصادره وان لا يشعر بان حياته المالية اصبحت في خطر عندها ستكون الثورة الشعبية العارمة التي لن تميز بين جمهوري وديمقراطي،
لم تفلح كل الطابعات الدولارية التي تعمل ليل نهار في بث الطمأنينة في نفوس الشعب ولا حتى في نفوس كثير من المسؤولين الذين يُحذِّرون من خطر الدَين المتراكم الذي تجاوز الارقام القياسية كلها وينذر بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها على جميع الأصعدة والتي ستتعدى حدود امريكا حُكماً وتضرب في ارجاء الدول المنضوية منظوماتها المالية والاقتصادية تحت وطأة الدولار وخصوصاً الدول النامية والفقيرة وكذلك الدول المتقدمة.

الواقع الحالي كما هو على الارض يؤكد ان النظام العالمي بمجمله منسجم مع السياسة الامريكية سواء في اوروبا او في الشرق الاوسط الذي يشهد حرباً تقودها هي مُسخِّرةٍ اقصى طاقاتها العسكرية من جنود وأسلحة وقذائف وصواريخ ودبابات وطائرات بما فيها طائرات الشبح وال IF35 والبوارج وحاملات الطائرات والقنابل ذات الأوزان الفي رطل فما فوق ولم يبقى دون استخدام في هذه المعركة هو نوعين من السلاح
وهما أُم القنابل التي ارتجت لها جبال افغانستان عندما ألقتها عليها طائرات ال B52 والقنبلة النووية
كل هذا بمباركة معظم دول العالم ومن لم يبارك سَكَتْ .

هذه الانتخابات نسخة طبق الاصل عن انتخابات ٢٠١٦ و ٢٠٢٠ ولا جديد فيها على الاطلاق
فإما عودة ترامب ليقود امريكا بسياسة الاملاءات العلنية دون مواربه ومخاطبة الدول أيضاً عبر الاثير دون الحاجة الى ارسال وزير خارجية يحمل رسائل شفوية او مكتوبة فهو يمتلك من الصلاحيات ما يؤهله الى اتباع هذه السياسة وأخذ قرارات تسلب حقاً من اصحابه تمنحه ظلما لمن لا يستحقه دون الرجوع الى اي هيئة دولية او قوانين امم متحده او غيرها ،
او تستمر هاريس في قيادة امريكا مع بقاء إقفال كافة المؤسسات والهيئات والمحاكم الدولية وضرب كل موادها وقوانينها عرض الحائط دون اعتراض احد ،
لا يوجد ما يُعكِّرُ صفو سطوة امريكا وهيمنتها المطلقة على العالم سوى هدير موج هذا الطوفان الذي يضرب في اربع أرياح الارض وينذر بكشف ما لم يُكشف بعد .

لا شيء يتقدم على كيفية خروج امريكا من هذه الحرب التي لم تنتصر فيها الى هذه اللحظه وان احد خياراتها التي كانت تُلَوِّحُ بها قد وضعتها حيز التنفيذ وذلك بتوسيع نطاق هذه الحرب لتشمل لبنان وعلى ما يبدو ان التوجه للذهاب الى ما بعد لبنان بتوسيع دائرة الحرب لتشمل المنطقه كلها هو واقع لا محاله وذلك لخلط الاوراق من اجل ان لا تخرج من هذه الحرب غير منتصرةٍ لم تحقق اية اهداف ذات قيم استراتيجية وان حصيلة هذه الحرب فقط هي إبادة جماعية وتدمير ممنهج لبنى تحتية مدنية وتدمير مستشفيات ومدارس ودور عبادة وخيام وجامعات سَجَّلَها التاريخ كصفحة سوداء مُعيبه في تاريخها ولن يمحوها الزمن ولو بعد قرون .

لا يمكن ان يكون ترامب قد تغير في هذه السنوات الأربعة الاخيرة وهو في نهاية العقد السبعين من عمره
حتى يعاد انتخابه على امل ان يأتي بما لم يأت به فيما مضى ،
ولا يمكن ومن غير المعقول ان تكون كاميلا لديها من الصفات التي يحلم بها الشعب الامريكي ستظهرها فجأة في يوم وليلة اذا ما فازت بالانتخابات،
ولا يعقل ان امريكا ليس فيها سوى هذان الشخصان فقط المؤهلان لرئاستها ،

الحزبان الرئيسيان في امريكا لهما خارطة طريق لا يمكن الخروج عنها وإن المساحة المعطاة لهما للتصرف بحرية هي ما يتعلق بالسلوك الشخصي وممارسة الحياة الاجتماعية وطريقة التعامل معها وذلك كما نرى ونسمع من تشجيع حزب لسلوك انساني شاذ او رفض الحزب الاخر لمثل ذلك السلوك الذي يؤثر في نهاية الامر على المجتمع الامريكي سلباً او ايجاباً في حياته اليومية الخاصة به
وأما فيما يتعلق بالسياسة الامريكية فليس لأحدٍ يدٌ فيها وانما هي حصرية لأولئك الذين يجلسون في قمرة القيادة، هل تعرفونهم ايها الامريكان ؟
يوسف رجا الرفاعي











طباعة
  • المشاهدات: 3590
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-11-2024 11:00 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
هل أنت مع عودة خدمة العلم بشكل إلزامي؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم