07-11-2024 09:22 AM
بقلم : بلال حسن التل
ما زلت اتحدث عن الكبار الذين تعلمت منهم، وقد اشرت في المقال السابق الى اثر العلاقات الشخصية ودبلوماسية الخفاء، في العلاقات بين الدول، وكيف يستطيع شخص واحد، يتوافر فيه الإخلاص والإرادة ان يحدث تغييراً جوهرياً في حياة وطنه ودولته، كما هو حال الدكتور محمد احمد الشريف، الذي تحدثت عن دوره في تمتين العلاقات بين الاردن وبلده، وعن دوره في تطوير التعليم في وطنه.
لم يقتصر اهتمام الدكتور الشريف على تطوير التعليم والثقافة في بلده فقط، بل امتد نشاطه الى الساحات العربية والإسلامية والعالمية، لذلك اختاره وزراء التعليم العرب الذين اجتمعوا في صنعاء عام 1973 رئيسا للجنة استراتيجية التربية في الوطن العربي.
كما كان له نشاط وحضور في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، التي اختارته عضوا في مجلسها التنفيذي، ومنحته (الدرع الذهبي الاكبر)، أهم أوسمتها، وتم اختياره عضوا في لجنة التخطيط للثقافة في الوطن العربي. كما كان ناشطا في المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو). واختير عضوا في مجلس امناء معهد الأمم المتحدة للبحوث والتدريب، لمدة ثلاثة عقود، كما تم اختياره عضوا في مجلس إدارة اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الإسلامي، وعضوا في مجلس أمناء معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت في ألمانيا. واختير عضوا في مجلس امناء التعاون الدولي لتنمية الثقافة العربية والإسلامية في الخارج. واختير رئيسا لمجلس ادارة مركز الابحاث والفنون الإسلامية في اسطنبول.
وقد وضع الدكتور محمد احمد الشريف الكثير من المشاريع التعليمية والثقافية على الصعد العربية والإسلامية والعالمية وتابع تنفيذها، من ذلك على سبيل المثال فانه هو الذي وضع لبنات المشروع البحثي التوثيقي الموسوعي الضخم (تاريخ أفريقيا العام).
كل ما تقدم يعلمنا كيف يستطيع الشخص الواحد ان يرسم صورة مشرقة لوطنه، بالرغم من كل التحديات، والصعاب، وان يحقق انجازات يشار اليها بالبنان على الصعد الإقليمية والعالمية.
لقد حقق الدكتور محمد احمد الشريف كل هذه الانجازات والنجاحات، رغم كل الصعوبات التي واجهته، من المولد في المنفى والاغتراب مع ابيه المجاهد احمد الشريف، الى اليتم عندما مات والده وهو لم يتجاوز السبع سنوات من عمره، لكنه بالارادة والتصميم، وحسن استثمار الوقت وتنظيمه وتراكم الإنجازاتِ.
حقق كل هذا الذي يمكننا ان نتعلم منه، حتى قبل ان تصل اليه مهمة قيادة اثنتين من اكبر المؤسسات العالمية للعمل الإسلامي العالمي، حيث كانت لي فرصة التعلم منه، عندما أصبحت عضوا فيهما.. وللحديث بقية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-11-2024 09:22 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |