حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,27 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9823

لماذا نفى الصحاف وصول القوات الأميركية إلى بغداد!

لماذا نفى الصحاف وصول القوات الأميركية إلى بغداد!

لماذا نفى الصحاف وصول القوات الأميركية إلى بغداد!

29-03-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

 

سرايا -  بحلول ديسمبر 2002 وقبل أشهر من الغزو الأميركي إختارت مجموعة من كبار قادة الحرس الجمهوري أنفسهم لكي يقوموا بإخبار صدام حسين بالحقيقة عن مدى إستعداد القوات العراقية...   

يقول رئيس هيئة التصنيع العسكري في شهادته "كانت هذه فرصة لمدرسي الجامعات الذين كانت رواتبهم ضعيفة في المبالغة في النتائج التي يحصلون عليها من اجل ان يقتربوا من الرئيس ".. كل شيء اصبح ممكنًا في نظام صدام .. واصبح سهلاً .. كل ما عليك فعله هو رفع التقرير الى صدام وقصي يكتب فيه أن الامور (جيدة) او (جيدة جدًا)، وكان العلماء دائمًا يقولون ان السلاح الاعجوبة بات على بعد خطوات قليلة"

عدم الرغبة بإيصال الأخبار السيئة الى صدام حسين انعكست على هيكل القوة في العراق، يقول احد جنرالات الدفاع الجوي في الجيش العراقي "كان الكل يكذب على الكل من الجندي البسيط الى اكبر عسكري حتى وصل الامر الى صدام" .. (بحسب شهادات لقادة عسكريين عراقيين نشرتها الواشنطن بوست في 27 ابريل 2003) .. ونتيجة لذلك فإن المعلومات الخاطئة هزت البنية العسكرية والاستخبارتية، وكان من الصعب معرفة الخبر الذي يجب تصديقه من عدمه، وابرز دليل على ذلك ما كان يقوله وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الذي نفى ان تكون القوات الاميركية قد دخلت الى بغداد في السابع من ابريل 2003 .. يقول احد قادة ميلشيا حزب البعث مسؤول عن إحدى الدبابات في وسط بغداد، مستذكرًا تلك الايام، "كنت متعجبًا بالفعل.. لم يكن لدي اي فكرة عن مكان الدبابات الاميركية .. وان كانت قد اصبحت بالقرب من بغداد" .. (خسارة العراق حملت على القادة العسكريين .. )

كان على كل الذين يضعون الاستراتيجية العسكرية في العراق وضع نهايات ايجابية لمخططاتهم ونهاية ايجابية لمصير العراق كبلد، لان الجو السياسي سيطر على الالة العسكرية العراقية وعلى جميع مستوياتها (بحسب احد كبار جنرالات صدام) ، كان على الجنرالات وضع خطط ليحتفظ السياسيون بمناصبهم، على الرغم من أن سفينة العراق كانت تغرق..   

مع بدء رحلة العراق للمواجهة الاخيرة مع الولايات المتحدة، اصبحت منظومة القرار في هذا البلد عديمة الفعالية، ومع نهاية التسعينات نجح النظام العراقي في قطع شعبه عن اي مؤثرات خارجية حيث كان النظام يتحكم وبقوة بالاحداث الداخلية، وهو ما اثر على الاجهزة التي كانت يد السلطة للتحكم بالشأن الداخلي... وانعزل الجيش بصورة غير مسبوقة بل كان اكثر المتأثرين لأنه كان معزولاً عن التحليل الخارجي ومعرفة الاعداء الذين يتربصون بالبلاد من خارج الحدود، ولم يكن امام الجيش العراقي المعلومات التي يحصل   

وما زال التحقيق الاميركي في الحرب على العراق من الطرف الاخر (العراقي) عاجز عن معرفة مدى المعلومات التي كانت اجهزة الاستخبارات العراقية قادرة على الوصول إليها، وأي جزء من عملياتها كان يطلع عليه صدام، ما كان التحقيق يعلمه أن العراق حصل على معلومات كبيرة (من حيث الحجم) من الغرب سواءً من خلال مقالات يكتبها محللون اميركيون مثل (كينيث بولاك) و (ريتشارد بيتس)، اضافة الى الدوريات العسكرية والتقنية .. (بحسب وثيقة الكاتبين وجدت في العراق يعود تاريخها الى 15 مارس 2002) ..   

كانت المخابرات العراقية على الجانب الآخر، تحصل على معلوماتها من منظمات ، إضافة الى بعض الحركات السياسية وتعاملوا معها كانها من اهم مصادرهم على الاطلاق وانها ستساهم في بناء رؤيتهم الاستراتيجية على اكمل وجه.. وقد تبين ان المعلومات (الكبيرة) بالحجم تسببت في اغراق اجهزة الاستخبارات العسكرية بالمعلومات ومنعتهم من رؤية المعلومات المهمة منها...   

يبدو ان العديد من انظمة العالم الثالث ليس لديها القدرة على فصل المعلومات المهمة من كميات المعلومات التي تردهم والتي يضيع فيها وقتهم... والان مع كل هذا التطور التكنلوجي فإن المشكلة الاهم هي تفادي المعلومات التي لا تريدها هذه الاجهزة... في عراق صدام حسين كان عدد محدد من الاشخاص لديهم القدرة للوصول الى الانترنت .. والمثير للضحك ان العديد ممن كانت لديهم الامكانية للوصول الى الانترنت رفضوا استخدامه لأن اجهزة الشرطة السرية كانت تراقب تحركاتهم، وكان من الممكن ان تتهمهم بزيارتهم للمواقع الخاطئة، وان كان اعلان ما ظهر بصورة مفاجئة قد قادهم الى هناك...

 

وحتى الذين وصلوا الى الانترنت .. فإن جمعهم للمعلومات تم تحت سيطرة الخوف وليس تحت سيطرة واجب العمل... وتقول وثيقة عراقية يعود تاريخها الى نهاية 1999 صادرة من مدير الامن العام يقول فيها "الاعتماد على الانترنت محدود للغاية لأن المركز الوطني لخدمات الانترنت قد وضع شروطًا وعقبات صعبة امام جميع المعلومات على الانترنت والتي تعتبر مضرة بالبلد .. هذه المعايير والضوابط قد صعبت من امكانية استفادتنا من الانترنت"..








طباعة
  • المشاهدات: 9823
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-03-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم