09-11-2024 02:11 PM
بقلم : ماجد الفاعوري
فاز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة مرة أخرى، فهناك احتمال كبير أن تشهد السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية تحولات تستند إلى توجهات سياسته السابقة. من خلال النظر إلى سياساته خلال فترة رئاسته الأولى، يمكن تصور بعض الاحتمالات حول التأثير المحتمل لعودته.
1. السياسة تجاه القضية الفلسطينية
أثناء رئاسته السابقة، كان ترامب داعمًا قويًا لإسرائيل واتخذ خطوات غير مسبوقة مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، إضافة إلى دعمه "صفقة القرن"، التي كانت تهدف إلى حل النزاع ولكنها لاقت رفضًا واسعًا من الفلسطينيين لأنها لم تستوفِ متطلباتهم الأساسية. في حال فوزه مجددًا، قد يُعزز ترامب من هذه السياسة عبر:
استمرار دعم إسرائيل: قد يستمر ترامب في تقديم دعم قوي لإسرائيل، بما في ذلك تعزيز الاستيطان وتوسيع سيادتها في الضفة الغربية، وقد يُغض النظر عن الأنشطة التي تهمش الحقوق الفلسطينية.
محاولات إحياء "صفقة القرن": قد يحاول ترامب إعادة طرح مبادرته للسلام أو تعديلها، ولكن قد يتم ذلك بأسلوب يعزز من مواقف إسرائيل على حساب الفلسطينيين، مما سيقلل من فرص قبولها من الجانب الفلسطيني.
الضغط على الدول العربية للتطبيع: من المحتمل أن يُشجع ترامب المزيد من الدول العربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بناءً على نجاحه في تحقيق تطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية في فترته السابقة، مثل الإمارات والبحرين.
2. شكل الشرق الأوسط
فوز ترامب قد يؤثر على الشرق الأوسط بطرق مختلفة، خاصةً بالنظر إلى سياساته تجاه إيران والعلاقات العربية-الإسرائيلية:
التوتر مع إيران: من المرجح أن يستمر ترامب في تبني سياسة متشددة تجاه إيران. قد يُعيد فرض عقوبات صارمة، ويضغط لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، مما قد يزيد من حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وربما يعرض المنطقة لأزمات جديدة.
تعزيز التحالفات مع دول الخليج: سيحرص ترامب على توطيد العلاقات مع دول الخليج، خاصةً السعودية والإمارات، من خلال دعم أمني وسياسي قوي، بهدف مواجهة النفوذ الإيراني ودعم مسار التطبيع.
دعم السياسات العسكرية في المنطقة: قد يواصل ترامب دعم الأنظمة الحليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الدعم العسكري، وهو ما قد يؤدي إلى تأجيج النزاعات الإقليمية، لا سيما في دول مثل سوريا واليمن.
3. مصير القضية الفلسطينية
عودة ترامب قد تكون ضارة بالقضية الفلسطينية، حيث يُرجح أن يتم التهميش التدريجي لحل الدولتين لصالح سياسة الأمر الواقع على الأرض، وهذا قد يؤدي إلى:
تزايد الاستيطان وتقلص الأراضي الفلسطينية: إذا واصلت إسرائيل سياساتها الاستيطانية بدعم أمريكي قوي، قد يتقلص نطاق السيطرة الفلسطينية في الضفة الغربية.
تضاؤل فرص الحلول السلمية: مع تراجع الدعم الأمريكي لحل الدولتين واستمرار تعزيز إسرائيل، قد يشعر الفلسطينيون بالإحباط من أي حل تفاوضي، وقد يزداد الصراع السياسي.
إضعاف الدعم الدولي للقضية الفلسطينية: الدعم الأمريكي الكبير لإسرائيل قد يضعف من المواقف الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية، خاصة إذا ضغطت الولايات المتحدة على حلفائها لاتباع سياساتها.
فوز ترامب المحتمل يعني استمرار التحديات للشرق الأوسط، فقد يشهد المنطقة تصعيدًا في التوترات، خاصة مع إيران، وتقليصًا لآمال حل القضية الفلسطينية. كما أن مسار التطبيع قد يتسع، مما قد يعيد تشكيل التحالفات والتوازنات في المنطقة. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة توترات متزايدة ما لم تظهر مبادرات إقليمية ودولية جديدة تسعى إلى تحقيق الاستقرار والعدالة في ظل التغيرات السياسية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-11-2024 02:11 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |