10-11-2024 02:10 PM
بقلم :
كتب الدكتور محمود فايز البطاينة - بعد التحية، هذا خطاب مشرب بالأمل والرجاء، موجه إلى مجلس رئاسة الوزراء ووزارة التعليم العالي، نيابةً عن الفئة الأشد ضعفا على مستوى هذا الوطن، أولئك هم الأبناء الذين ساقهم القدر إلى أحضان أُسر فقدت المعيل حقيقةً أو حكما، تلك الأسر الأردنية العفيفة التي ابتليت بوفاة الأب أو عجزه أو حبسه أو إعاقته، الأمر الذي أوقعها فريسة العوز والحرمان.
وأصابها بالضُّرِّ والخذلان، وجعلها عاجزة عن تلبية أدنى متطلبات الحياة الكريمة، وها هم أبناؤها اليوم يتعرضون إلى أشد ألوان البلاء ظلمة؛ فيحرمون من مواصلة دراستهم الجامعية، مصير محتوم لا منجى لهم منه ولا مفر، تلك الدراسة التي دخلوها من بوابة قانون المنح والقروض الجامعية، ومن خلال تلك النقاط الإضافية التي كانت تمنح لهم بوصفهم حالات إنسانية خاصة، وها هم اليوم يفقدون هذه الصفة.
وتنتزع منهم تلك النقاط المزيدة، التي كانت تعد تعويضا لهم عن تلك الظروف القاهرة، التي لا ذنب لهم فيها، تلك الظروف التي من شأنها أن تنأى بهم بعيدا عن المنافسة العادلة، وتقصيهم عن مبدأ تكافؤ الفرص، وذلك كله بسبب ما تم تعديله مؤخرا من بنود القانون، تلك التعديلات التي نزلت بهم كالصاعقة، وعليه فها هم واقفون على أبواب قلوبكم الرحيمة، يناشدونكم في الرئاسة العلية والوزارة السَّمِيَّة أن تردّوا إليهم أفاق المستقبل، وأن تحفظوا عليهم كرامتهم وعِفَّة أنفسهم وطهارة أيديهم، وتعاملونهم وفق ما كانت عليه بنود القانون سابقا.
وإنا لنعلم أن هناك بعض ضعاف النفوس يعمدون إلى زج أنوفهم من هذا الباب الضيِّق؛ إفتئاتا وتحايلا؛ من خلال ابراز تقارير طبية زائفة، يزاحمون بها هذه الفئة على حقهم، ولعل هذا ما دفع الوزارة إلى هذا القرار القاسي بحق أضعف خلق الله إنسيا، بيد أن هذا السلوك منزوع الأمانة لا يسوغ حرمان هذه الفئة من طوق النجاة، ولا يبرر تركهم يواجهون الهاوية، فلا يؤخذن الصالح بجريرة غيره، فالشرع الحنيف قد حارب الخمرة ولكن لم يأمر بقطع أشجار العنب، ولا يساورني شك بقدرة هذه الوزارة أن تميز الخبيث من الطيب، ثم تلحق الحقوق بأهلها.
وإنا ندعوكم بحق من أولاكم نعمته، وبحق من منحكم ثقته، وبحق هذا الوطن الذي هو أمانة في أعناقكم، ندعوكم -وأنتم أهل النخوة والحمية- أن تفيضوا على هذه الفئة من كرمكم وفضلكم، وأن تعاملوهم بوصية ربكم، وبسيرة نبيكم، وبمضامين كلمات ورسائل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظَّم أعز الله ملكه، الذي لم ينفك يوما يهدي إلى الرشد، ويؤكد على ضرورة إيلاء هذه الفئة أتم العناية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-11-2024 02:10 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |