12-11-2024 09:53 AM
بقلم : فايز الفايز
رغم البحث في أوراق المجتمعين بالقمة العربية والإسلامية في العاصمة الرياض، لم نرّ أكثر إلحاحاً ممن قدموا أطروحتهم السياسية والدفاعية عن الشعب الفلسطيني ومطالبة الدول العظمى التي تحتضن إسرائيل نهارا وتنام في مخدع ليلا، سوى جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي عانى منذ زمن طويل مع الإدارة الإسرائيلية التي قبض عليها نتنياهو لسنين طويلة، حتى جرائمه ضد الفلسطينيين واللبنانيين فاقت التصورات عند «إرئيل شارون»، فالملك يدرك تماما أن غالبية الدول البيضاء لم تعد تسمع سوى صوت الببغاء نتينياهو، ولهذا اختصر جلالته بدعوة المجتمع الدولي الحرّ كي يتخذو موقفا حازماً لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، ووقف فوري لإطلاق النار وإدخال المعونات والأغذية إلى القطاع المنكوب و هذا الأمر إستبق فيه جلالة الملك عبر جسر إنساني منذ بدأت حرب غزة حتى اليوم وتابعه بيديه وعينيه فيما بعد، لكسر الحصار الظالم على قطاع غزة وبشكل صارم وحازم قال الملك في قمة الرياض؛ لا نريد كلاما، بل نريد مواقف جادة وجهودا ملموسة لإنهاء المأساة بعد عام ونيف ومنذ شنت إسرائيل حربها على غزة من الدمار وقتل الأبرياء وخرق القانون الدولي دون أن يوقفها أحد، كما أججت حرباً على لبنان بلا هوادة وخرق سيادته وأمنه.
كيف لنا أن نخاطب الأجيال في بلادنا، قال الملك، وكيف لنا أن نبرر لهم الفشل العالمي في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان مبيناً أن المجتمع الدولي لم يوقف إسرائيل، فتمادت في تصعيدها على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وطالب الملك بالتركيز على كسر الحصار عن أهلنا في غزة لانهاء الكارثة الإنسانية وتهديد أمن المنطقة كلها، مؤكدا على وجوب التوقف فورا لحماية الأبرياء وإنهاء الدمار وتجنب حرب سيدفع الجميع ثمنها.
ولليوم 403 من حرب الإبادة الهمجية على غزة لا يزال الجيش الصهيوني مستمرا بفرض حصار خانق على آلاف الفلسطينيين شمال القطاع ورغم تزايد المطالب الدولية للتدخل العاجل والتحذير من كارثة مجاعة في تلك المناطق المحاصرة منذ أكثر من 50 يوما يتعمد الجيش الإسرائيلي استهداف الذين يعملون على تأمين شاحنات المساعدات في قطاع غزة لمساعدة الفلسطينيين
هنا نرى كيف أن الجيش الإسرائيلي يرعب أي منظمة إنسانية كي لا يصل أحد منهم إلى مناطق وبؤر الفقر المدقع، فقد إرتكب الجيش الإسرائيلي أمس الإثنين مجزرة جديدة بحق النازحين، إذا استهدف خيامهم في منطقة مخيم نصيرات تاركاً عشرات الشهداء والجرحى والنساء والشباب الذين عضهم الجوع إلى درجة لا تحتمل.
هذا ما يريده الصهيوني نتنياهو لإبادة أهل غزة جميعا إن أستطاع، بينما تطارده تهم الفساد، و لسوء الحظ سيستمر بشرب دماء الأطفال في غزة دون أن يلتفت لأي زعيم كبير أو صغير في هذا العالم، فهو يفعل ما يشاء ورغم كل ما جرى للفلسطينيين على إيدي الصهاينة وعرابهم فلن يلتفت لأي مخرجات تقودها دول العالم العربي والإسلامي والمساندين لقضايا فلسطين سوى الدعم المعنوي، ورغم إجتماع قادة الأمة العربية والإسلامية، فلن تتوقف الطائرات الحربية وتدمير آلاف المساكن، فكيف يتوقف نتنياهو ومعه الضوء الأخضر من دول وقفت لجانب إسرائيل بالمال والسلاح ومنحها غطاء دفاعيا لإبادة الفلسطينيين الأبرياء.
للأسف الشديد لازلنا نرى تعاونا مع الكيان الصهيوني من قبل أطراف دولية لا تزال تمد الكيان بما يحتاجه من مواد غذائية وكافة الأصناف والمواد التي يحتاجها المجتمع الإسرائيلي وفي المقابل نرى دول العالم الحرّ قامت بقطع علاقاتها تماما مع الكيان، ولعل آخر نسخة من شعوب أوروبا وأمريكا والأحرار فيها كانت تعلي أصواتها التي صعقت مشجعي منتخب الكيان، برفع الأعلام الفلسطينية، وشارك الهولنديون بالهتافات لفلسطين من على مقاعد الملاعب ليمتد الوضع ضد المشجعين الإسرائيليين ومطاردتهم من قبل الجماهير، ما دعى شرطة باريس بمنع دخول الإعلام الفلسطينية إلى الملعب في مواجهة منتخب فرنسا وإسرائيل الخميس القادم.
http://Royal430@hotmail.com
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-11-2024 09:53 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |