حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2136

الملك في الرياض .. انتصاراً لغزة ودفاعاً عن فلسطين

الملك في الرياض .. انتصاراً لغزة ودفاعاً عن فلسطين

الملك في الرياض ..  انتصاراً لغزة ودفاعاً عن فلسطين

12-11-2024 09:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد الحوراني
أصداءٌ واسعة على مستويات عدة، أعقبت كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني التي ألقاها يوم أمس في القمة العربية والإسلامية غير العادية التي عُقدت في الرياض في المملكة العربية السعودية، خاصة وأن جلالته قد أعاد التأكيد على جُملة القناعات التي شكلت جوهر الموقف الأردني المشرّف من الحرب على غزة التي دخلت عامها الثاني حيث جدّد حفظه الله أهمية توحيد المواقف والجهود لتمكين الفلسطينيين من نيل حقوقهم العادلة ودعم صمودهم، وخفض عاجل وملموس للتصعيد ووقف الاعتداءات العسكرية بما يفضي لوقف عاجل لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم، وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بانسيابية إلى قاطني قطاع غزة فضلًا عن دعوات جلالته المستمرة لعدم التعرض لدور الإيواء والعبادة والمستشفيات والمراكز الصحية، وإرغام إسرائيل على عدم استهداف البنى التحتية للمدنيين في غزة، والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء، والمياه، والكهرباء، والوقود.

رؤية أردنية شاملة ونظرة ثاقبة ترجمتها مضامين كلمة جلالة الملك التي ظل فيها الملك متمسكًا بضرورة إيجاد أفق سياسي يضمن التوصل إلى سلام حقيقي في المنطقة، ويضمن في الوقت نفسه للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، في إطار حل الدولتين..

وغني عن القول في هذا الخصوص إن الملك وفي جميع تحركاته السياسية واتصالاته الدبلوماسية ولقاءاته مع قادة العالم من قبل ومن بعد بدء الحرب على غزة في تشرين الأول من العام الماضي، كان واضحًا وعبّر عن رأيه بصراحته المعهودة عندما كان يؤكد على الدوام أن استمرار الحرب سيؤدي لتأجيج الصراع في المنطقة واتساع دوّامة العنف التي لن تبقى داخل مدن قطاع غزة فحسب بقدر ما ستطال مساحات أوسع في المنطقة كما حدث ويحدث في لبنان بالإضافة إلى الخسائر التي لا تعد ولا تُحصى بالأموال والأرواح والممتلكات والبنية التحتية التي سوف تحتاج إلى عشرات السنين لإعادة الإعمار وهو ما لا يمكن القبول به بحال من الأحوال، وكل ذلك مجتمعًا يعيدنا إلى النتيجة التي حذّر منها الملك عندما قال للعالم أجمع إن الاستمرار في الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني دون حل واقعي ومستدام، قد ولد الإحباط وغيَّب الأمل، وأدى إلى توالي النكبات المدمرة، بمآسيها الإنسانية وتوسيع دائرة تداعياتها الخطيرة، ليس فقط على الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، بل أيضا على الأمن الدولي.

قمة عربية إسلامية في وقت بالغ الدقة والتعقيد في تطورات الأحداث وتأثيراتها على المنطقة العربية على وجه الخصوص، وفي هذا الخِضمّ تأتي مشاركة جلالة الملك الذي أضاء على مؤشرات وحقائق الموقف الأردني المتمثلة في ضرورة التوصل إلى حل سلمي وانهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على حدود الرابع من حزيران (1967) وعاصمتها القدس الشرقية، وتأكيد جلالته على أن ما يجري في غزة من عمليات عسكرية إنما يعد عدوانًا عسكريًا ضد الشعب المدني الواقع تحت الاحتلال.

منذ بدء الحرب على غزة، لم تتوقف جهود جلالة الملك عبدالله الثاني وتحركاته واتصالاته السياسية والدبلوماسية مع قادة دول العالم من أجل وقف الحرب، ولقد تمكنت الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالته من صياغة خطاب سياسي شكل رافعة مهمة لتوضيح حقيقة الحدث ومعناه أمام المجتمعات الغربية، فكان خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني الركيزة الأولى التي بنت عليها الدبلوماسية الأردنية رسائلها سواء في الأمم المتحدة، أو في المحافل الدولية الأخرى، وكما كان جلالته حاضرًا ومؤثرًا بقوة في قمة الرياض يوم أمس فقد كان حاضرًا ومبادرًا وصاحب أفق واسع وقدم تحليلات عميقة وقراءات واقعية في كافة مشاركاته التي بدأت منذ السابع من أكتوبر للعام ألفين وثلاثة وعشرين والتي كان أبرزها: مشاركته في قمة القاهرة للسلام التي استضافتها القاهرة ومشاركته في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية حول غزة في تشرين الأول الفين وثلاثة وعشرين، ومقالته في الواشنطن بوست (حل الدولتين انتصار لإنسانيتنا المشتركة) في تشرين ثاني ثلاثة وعشرين.

خلاصة القول إن مشاركة الملك في القمة حملت رسالة ملك عربي هاشمي يوازن الأمور بمقاييس إنسانية وأخلاقية وقيمية تسمو بنظره على ما سواها من مفاهيم واعتبارات، فالملك يرفض ومن كافة الزوايا قتل الأبرياء ويدين أعمال العنف ويشجب الاعتداء على المستشفيات، وبالتالي فإنه يؤمن بأن حقن الدماء وإيقاف النزاع والعمل من أجل تحقيق السلام هو الكفيل بتوفير الأمن والأمان، وأن الحلول الأمنية وحدها لن تضمن للإسرائيليين سلامتهم واستمرارهم في حياتهم كالمعتاد، وعليه يصبح السلام مصلحة لجميع الأطراف ولا بد من بذل كافة الجهود لتحقيقه لأن بديل ذلك كما يقول الملك هو المزيد من أعمال التطرف والانتقام والاضطهاد، ليس في المنطقة فحسب، بل في جميع أنحاء العالم.

http://Ahmad.h@yu.edu.jo

الراي











طباعة
  • المشاهدات: 2136
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-11-2024 09:53 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم