13-11-2024 11:31 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
لم تشهد شعوب الارض على الاطلاق قراراتٍ سياسيةٍ عاليةِ المستوى وعلى الهواء مباشرةً كما شهدت في الفترة الترامبيةِ الاولى ،
لا غُرَف مغلقه ، لا محادثات بالغة الحساسية او بالغة الخطورة ، لا غُرَف اجتماعات ، لا طاولات مستديره ،
لا تحضير مسبق لكلماتٍ تُقال ، لا نقاش ولا حوار ،
هي كلمة واحدة " قررت " وقُضيَ الامر ،
والجديد الغريب في هذا كله أن شعوب الارض قاطبةً على هذه الكلمةِ شُهود .
لا اجتهاد مع النص ، فلا داعي لاجتهاد المحللين السياسيين للخوض في تحليلاتٍ تنُمُّ عن عُمقٍ في التفكير وفهمٍ لما يجري او فهمٍ لمعطياتٍ قد تؤدي الى فعلٍ ما ، ولا حاجة الى عصفٍ ذهني او عَصرٍ فكري لاعطاء التائهين في خِضَمِّ هذه الأحداث المتتابعة امثالي تصورات واحتمالات وتوقعات لمآلات هذه الاحداث والنتائج التي قد تتحقق نتيجةً لمجريات الامور، فكل هذا لم يعد له سوق يباع فيه ولا مؤيدٍ او معارض ، فالنتائج تُعلَنُ في حينها ولا تحتمل التأخير .
ربما في هذا النهج والسلوك والسياسة التي ينتهجها الرئيس ترامب رفع للحرَج عن كثيرٍ من المسؤولين في انحاء العالم بِغضِّ النظر عن طبيعة مسمى هؤلاء ،
فالقرار يَصدر بلا اخذ وردّ ، بلا نقاش او تفاهم ، بلا موافق او رافض ومعارض ، ويصدر بصفة نداء للجميع أو بالاصح بصيغة بلاغ الى العامة والخاصة والقرار يكون قطعي لا رجعة فيه .
بالنسبة للشعوب بل بالنسبة للمجتمع الدولي بأسره الذي لا يملك من امره شيء ربما اقول ان قبوله لهذا النهج والسلوك امر عادي ولكن السؤال ؛ ماذا عن هيئات ومنظمات ومؤسسات هذا المجتمع الدولي وجمعياته ومحاكمة ! واين مجلس الأمن وفصوله ؟
وإشارة الى قبول المجتمع الدولي وتَقبُّله لما آلت إليه اوضاع الهيئات والمؤسسات والمنظمات والمحاكم الدولية فإن هذا الأمر بالنسبة لهذا المجتمع الدولي ليس بالامر الخطير وليس بالامر المقلق له فهذه كلها أُنشئت أصلاً من اجل قضايا نقولها بصراحة فهي "خاصة بالشرق الأوسط ودول العالم الثالث والدول النامية والفقيرة حصراً "
وأما قبول هذا المجتمع لما يمليه السيد ترامب فهو منسجم ايضاً مع واقع الوضع العالمي برمّته سواء فيما يجري باوكرانيا واوروبا بالعموم التي اصبحت تابعاً للسياسة الاميركية مع بقاء دورها الفاعل جداً في منطقة الشرق الاوسط والذي ارست قواعدها فيه
منذ ما يزيد عن قرن من الزمان وما زالت تُمسكُ به باسنانها المثلومة أمريكياً .
الشرق الاوسط الجديد وُضِعَت كامل خرائطه على الطاولة وفوقها قلمٌ وممحاة ، والامر قيد التنفيذ ،
وما مجيء ترامب في هذا الوقت بالذات إلا من اجل إنفاذ ما لا يمكن إنفاذه إلا به ، حيث لا صوت يعلو على صوته ولا شيء يُلغي ذلك التوقيع الاسود العريض الذي يُشبه في شكله رسم تذبذب الزلزال ، وإن الطريق الى ذلك مُمَهَّد ،
لا شيء يقف في طريق انفاذ كل هذه التي تحملها هذه المخططات والخرائط سوى ما يجري على الارض من تدحرجٍ لهذه الحرب المستعرة الدائرة الان والتي سيكون لها الكلمة الفصل في نهاية المطاف .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-11-2024 11:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |