16-11-2024 10:30 AM
سرايا - سنة 1931 كان عمر الفنان الكوميدي الراحل أمين عبد الحميد أمين محمد محمد الهنيدى ( اسم الشهرة أمين الهنيدى ) 6 سنوات وهو أخ لستة أولاد بينهما بنت واحدة وكان أبوه باشكاتب سجن المنصورة ( انتقل بعد سنوات للعمل فى سجن طرة) وفى ذلك الوقت فكر أمين أن يشترى كورة يلعب بها مع أطفال الشارع، لكنه كيف يتجرأ ويقول ذلك ففكر أن يسرق من جيب أبيه ( شلن فضة) - يساوي الآن الكثير- ليشترى به الكورة.
وبالفعل سرق الشلن وبدأ يفكر أين يخفيه حتى يستطيع شراء الكورة عندما تحين الفرصة، وهداه تفكيره أن يدفنه فى مساحة أرض فضاء قريبة من البيت فى منطقة القناطر الخيرية - شمال القاهرة - وذهب ومعه آلة حاده صغيرة وانتظر حتى حل الظلام وبدأ يحفر الحفرة ونجح - بأصابعه الضعيفة - فى عملية الحفر ثم وضع الشلن فى قطعة قماش رديئة وردم عليه بالتراب.
عندما عاد للمنزل وجد أباه قد قام من نومه وارتدى ملابسه واشعل سجارته وجلس يشرب الشاي وهو يقلب فى حافظة نقوده ( الخاوية أصلاً ) بحثاً عن الشلن.
"ياولاد .. كان فيه هنا شلن فضة حد شافه"
لا أحد يرد
قال الأب: كنت هشتري لكم بيه النهاردة رطل لحم تطبخوه ؟ طيب أجيب منين دلوقتى والقبض لسه بدري عليه" ثم بدأ يسأل كل أفراد البيت:" حد شاف الشلن يا عيال" ؟! لا أحد يرد.
الطفل أمين كلما ردد الأب قوله:" طيب أجيب منين لكم غدا النهاردة"؟ يشعر بالألم ، وبالحزن، وبالغضب من نفسه ويقول بصوت هامس:" يعنى أنا كده حرمت أخواتى من الأكل النهاردة"؟ ثم قام - بعدما غادر الأب البيت إلى عمله - وجرى إلى سريره الذى ينام عليه ودس رأسه فى المخدة وظل يبكى حتى احمرت عيناه وقرر ألا يعود إلى المكان الذى دفن فيه الشلن أبداَ عقاباَ لنفسه على السرقة التى تسببت فى حزن ابيه وأمه وأخواته وحرمانهم جميعاَ من وجبة الغداء. ومنذ هذا الواقعة التى فيها الكثير من براءة الطفولة؛ إلا أنها علمت أمين الهنيدى - كما يقول- تأنيب الضمير واعطته درسا لم ينسه طيلة حياته - يقول الدرس:
" عندما تسرق - ولو شيلن فضه - تأكد أنك بهذه السرقة سوف تحرم غيرك من وجبة الغداء.
وعندما سُئل أمين الهنيدى بعد سنوات:
" ألم تفكر ولو مرة واحدة فى أن تعود للبحث عن الشلن وتستخرجه من تحت التراب؟ رد:
"لا..ولو كنت فعلت ذلك ما تعلمت الدرس!!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-11-2024 10:30 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |