بقلم : المحلل الأمني د. بشير الدعجه
في عالم الرياضة حيث تُقاس النجاحات بالأهداف والانتصارات، برزت سمر نصار كواحدة من أبرز الشخصيات القيادية التي أعادت تشكيل ملامح كرة القدم الأردنية... بخلفية رياضية كسباحة شاركت في الأولمبياد مرتين، وحصيلة علمية قوية بشهادة بكالوريوس في البيولوجيا الجزيئية وعلم الوراثة من جامعة سري، وماجستير في الإدارة الرياضية التنظيمية من جامعة لوفان الكاثوليكية، جمعت نصار بين المعرفة الأكاديمية والخبرة العملية لتصبح رمزًا للتطور الرياضي في الأردن.

أثبتت نصار في منصبها كأمين عام للاتحاد الأردني لكرة القدم أنها لا تبحث عن الأضواء أو الظهور الإعلامي، بل عن العمل الجاد والنتائج الملموسة. قراراتها الجريئة، وعلى رأسها إقالة عدنان حمد وتعيين حسين عموتة، ورغم الانتقادات اللاذعة، أظهرت إيمانها العميق برؤيتها الاستراتيجية... تحقيق المنتخب الأردني لنهائي أمم آسيا 2023، واستمرار المنافسة بقوة في التصفيات المؤهلة للمونديال، ووصول نادي الحسين ونادي الوحدات الى ادوار متقدمة في البطولات القارية والنتائج الايجابية والرائعة... لم يكن صدفة بل ثمرة لتلك القرارات التي وضعت مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار.

بعيدًا عن أروقة المنتخبات، انعكست بصمتها على تنظيم الدوري الأردني الذي أضحى مثالًا يُحتذى به في الإدارة الرياضية رغم الإمكانيات المالية المحدودة... حرصها على تعزيز الاحترافية والاستثمار في تطوير البنية التحتية لكرة القدم الأردنية أثبت أن التحديات ليست عائقًا أمام القيادة الحكيمة.

سمر نصار ليست مجرد شخصية رياضية، بل هي نموذج للمرأة القيادية التي تجمع بين الكفاءة، والرؤية، والشغف لخدمة وطنها... بفضل إصرارها وتفانيها، وضعت الأردن على خريطة كرة القدم الإقليمية والدولية، وأثبتت أن القيادة الحقيقية تُقاس بالعمل والإنجاز، وليس بالمظاهر والشهرة..