17-11-2024 08:38 AM
بقلم : أحمد الحوراني
يؤشّر افتتاح جلالة الملك عبدالله الثاني لأعمال الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين يوم غد الاثنين والقاؤه خطاب العرش السامي إلى جملة واسعة من الحقائق التي يبرز في مقدمتها حجم الإرادة السياسية للدولة الأردنية بقيادتها الهاشمية التي تصرُّ على العمل بعزم وقوة، من أجل رفعة الأردن وازدهاره، والدفاع عن قضايا أمته ومستقبل أجيالها، وذلك وفاء للرسالة العظيمة، التي تحدرت إلى بلدنا كابرًا عن كابر وقدّمت القيادة ومعها الآباء والأجداد من رجالات الدولة في سبيلها التضحيات الجسام.
ولئن يأتي افتتاح الدورة هذه المرة وسط ما تشهده المنطقة والعالم من تطورات بالغة في ضراوتها لا سيما بسبب ما تشهده الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة من حرب طال أمدها الذي تجاوز العام وزيادة، فإن المرحلة الجديدة التي يدخلها الأردن بهمّة ملك وإرادة شعب يمثل مجلس الأمة معقله المصون، لتستدعي وضع الخطط والمناهج الواضحة والعمل بروح وثّابة قادرة على الاستجابة للضغوطات والتحديات التي يواجهها الأردن المؤمن دومًا بأن تجاوزها أمرّ لا بُدّ منه وبتكاتف تام وبحالة توافقية شاملة بين مختلف المؤسسات المعنية بدفع مسيرة التحديث إلى ?لأمام والتي تتقدمها السلطتين التشريعية والتنفيذية قبل سواهما وهذا ما يعوّل عليه الملك المؤمن بأن الجميع شركاء في العمل والبناء وحماية الوطن والالتزام بمصالحه.
خطابٌ يلقيه جلالة الملك يوم غد وهو الأهم والأكثر شمولية بما يضمّنه جلالته من رؤى يحدد فيها الأولويات التي على الحكومة ومجلس الأمة التعامل معها بمنتهى العناية، أكان ذلك فيما يرتبط مباشرة بمجموعة القضايا والملفات المحلية في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمثل قاعدة وانطلاقة عملية لخطة التحديث في الأطر الثلاثة، أو فيما له علاقة بالكيفية التي سوف تتعامل بها الحكومة وممثلو الشعب مع تطورات الأزمات في المنطقة العربية خصوصًا، لا سيما وأنها قد ألقت بظلالها على الأردن وخاصة في النواحي الاقتصادي?، وبالتالي فإن خطاب العرش هو نقطة بداية لتعاون وثيق بين الحكومة والسلطة التشريعية يترجم رؤى الملك وآماله وطموحاته بمزيد من العمل البنّاء والمسؤولية والتشاركي.
خطاب مفصلي شامل لمجموعة من العناوين، وبه يفتتح جلالة الملك أعمال الدورة العادية والجميع يستذكر توجيهات جلالته التي لطالما أكد فيها على حقيقة ماثلة كان فحواها بأن نجاح الأردن قدمًا على طريق النمو والازدهار لم يتحقق إلا بفضل تماسك وتكاتف الأردنيين والأردنيات كلّ في مواقعهم، وجلالة الملك هو الذي قال (إن الوحدة الوطنية هي أحد المقومات الأساسية التي تعطي الوطن القوة وتمنحه المنعة، وتحول دون التفتيت والاختراق)، ولعمري إن تحقيق ذلك هو الكفيل والضامن لاستمرار الأردن بالنهوض بدوره التاريخي في الدفاع عن قضايا الأمتي? العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحماية المقدسات ومواصلة التحرك السياسي والدبلوماسي الذي ما انفكّ جلالته يقوم به على مستويات محلية وإقليمية وعالمية في سبيل التوصل إلى وقف إيقاف النار على أهلنا في قطاع غزة.
الأردنيون يوم غد على موعد مع خطاب ملكي شامل وجامع ومانع، وفيه يؤكد الملك اعتزازه بمجلس الأمة الذي يمثل رمزًا لإرادة الشعب الأردني الحرة، ومعقل مسيرتنا الديمقراطية، وحماها المصون، وأنه منارة الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
Ahmad.h@yu.edu.jo
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-11-2024 08:38 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |