حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2660

الكل في ورطه

الكل في ورطه

الكل في ورطه

21-11-2024 12:17 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
في ظل تعطيل كافة القوانين والانظمة الدولية ادخل بوتين العالم في مرحلة جديدة من مراحل الدوامات المتتالية لتتسع دائرتيّ الورطة والتوريط،
وفي ظل هذا التغول المُنفَلِت على النظام العالمي باكمله لم نَعُد نُفَرِّقُ بين ما يقوله بوتين فيما اذا كان ذلك متوافقاً مع التشريعات والقوانين الدولية المعَطَّلَة او انه عُرفٌ دولي ما بين الدول عندما اتخذ قراراً بتوسيع دائرة استخدام الاسلحة النووية
وذلك بناء على التعامل مع الدول النووية فيما اذا دعمت دولاً اخرى فان الدولة المُعتَدَى عليها تَعتَبِرُ ذلك اعتداء نووياً عليها ولها الحق بالرد بالمثل ،
وهذا يعني ان اوروبا دخلت كلها في ورطة مباشرة اضافة الى ورطتها في الحرب الدائرة في غزة ولبنان.

ورطة الذين اندفعوا في بداية هذه الحرب والذين صعدوا إلى اعلى قمةٍ يمكن الصعود عليها والذين انتشوا إلى درجة أغرَت كل مَن له ارتباط بهم لأن ينتشي معهم ومن لم يستطع الصعود فقد باركه ، كل هؤلاء اليوم في ورطةٍ كبرى حتى وإن كابروا واتوا بكل غطاء ليواري حجم ورطتهم التي لم ولن يستطيعوا مواراتها " فقد اتسع الفتق على الراتق "
وما هذا الفيتو الذي كان بالامس الا دليل على انهم في ورطة كبيرة لا سبيل للخروج منها في هذا الوقت ،
كل المظاهر التي تطفو على السطح الان لا تَمُتُّ الى الواقع بِصِلةٍ سوى مظهرٌ واحدٌ فيه كل الحقيقه ألا وهو مشهد الإبادة الجماعية والدمار الشامل الذي هو الترجمة الحقيقية والواقعية لمعنى جرائم الحرب وما سواها فهو سراب ووهم وخداع ،
ما يُثيرُ الدهشة ويبعث على الحزن والاحباط واليأس ان العالم كله لا يريد تصديق الحقيقة ويُعرِضُ عنها ويوهم نفسه بأن السراب ماء .

لم تأتي الامور كما ظن اولئك الذين وضعوا اهدافهم بسقوفها العالية جداً موضع التنفيذ ولم تكن مجريات هذه الحرب تسير وفق تخطيط أي طرف فيها ، فقد سارت خارج كل الترتيبات زماناً ونتيجةً وان الاهداف التي وُضِعَت في الأذهان لم تتحقق لغاية الان ،
لم يتنبأ بما هو حاصل على الارض الان عالِمٌ ولا خبير ولا محلل عسكري ولا سياسي ولا متخصص بعلم الاجتماع ،
لم تمنح هذه القوة الطاغية وهذا القتل والدمار اي شرعية ولم يُحَقَّق اي انجاز لأي هدف من اهداف هذه الدول التي شاركت فيها باسلحتها البرية والجوية والبحرية بأن تعلن النصر بعد كل هذا الذي فعلته ، كما انه لم يكن يخطر ببال المقاومة ان تكون هذه الحرب صانعة للوحدة العالمية لدولٍ عظمى ومحفزة على ضربها بهذه القوة الهائلة التي لا تستطيع دولة عظمى مواجهتها ولا تَحَمُّلَها ولم تكن تتخيل ان يتركها الملياري عربي ومسلم تواجه مصيرها وحدها
كما لم يتوقع احد طول مدتها كل هذا الوقت .

خلاصة القول ، لا الذين اتخذوا الحياد موقفاً لهم ولا المُؤيدين لطرف من الاطراف ولا المعارضين له ولا الذين أداروا ظهورهم غير مكترثين لما يحدث ولا الذين وضعوا اصابعهم في آذانهم لكي لا يسمعوا ولا الذين استغشوا ثيابهم لكي لا يروا ، لا أحد من هؤلاء كلهم يشعر اليوم بالاطمئنان وما هذه المظاهر التي هم عليها إلا تعبيراً عن خوف من ورطة أو خوفاً من توريط فالحقيقة الساطعة انه لا احد بمنأى عن النتيجة التي ستتمخض عنها هذه الحرب الدائرة الان بغض النظر عن طبيعة هذه النتيجة التي لن تكون عادية باي حال من الاحوال ،
ولا اقصد التخصيص فالحالة عالمية عامة للجميع ،
ما يمكن توقعه بناء على قراءات الواقع الميداني لهذه الحرب أن العاضِّينَ على اصابعهم سيكونون كثُر ، والنادمين كثير، وستسود كلمة لو ، واللائمين كثير وسيكون في نهاية المطاف منتصر ،
والعقلاء في هذا العالم ربما ينالهم الضرر الكبير ،
بالرغم من أنه من المؤكد ان لا احد منهم يشعر بالارتياح ولا يشعر احدهم براحة الضمير ، فاذا كان عامة الناس وجاهلهم على اختلاف أديانهم ومأكلهم ومشربهم في جميع أنحاء العالم يرفضون هذا الاجرام وهذا الاعوجاج الذي اصاب قوانين وانظمة العالم فكيف بهؤلاء العقلاء !
ولكن واقع الحال ينبئ كما يُقال بالمآل ،فالخشية كل الخشية ان يَصدق فيهم المثل الشعبي الذي يقول :
" اذا انجنت الناس عقلك ما بنفعك "








طباعة
  • المشاهدات: 2660
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
21-11-2024 12:17 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم