24-11-2024 10:31 AM
بقلم : د. عُريب هاني المومني
يحتفل العالم كلّ عامٍ في 20 تشرين الثاني /نوفمبر باليوم العالميّ للطفل بوصفه الذكرى السنويّة لتاريخ اعتماد الجمعيّة العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل وللاتفاقيّة المتعلقة بها، ويهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على حقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم والعمل على تحسين ظروفهم في كافّة المجالات. يأتي هذا اليوم في عام 2024 في وقتٍ تشهد فيه حقوق الأطفال تحدّيات متعددة في مختلف أنحاء العالم، سواءً بسبب النزاعات المسلحة، الفقر، التغيرات المناخيّة، أو الانتهاكات المتواصلة للحقوق الأساسيّة.
ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في كلّ جوانب الحياة اليوميّة، أصبح هناك تحدّيات جديدة لم تكن موجودة في الماضي. فعلى الرغم من الفرص التي تُقدّمها التكنولوجيا من حيث التعليم والتواصل والترفيه، فإنّها أيضاً تفتح الباب أمام مخاطر عديدة مثل الاستغلال الرقميّ، والتنمر الإلكترونيّ، وانتهاك الخصوصيّة، والمحتوى الضّار الذي قد يُؤثر على الأطفال بشكلٍ مباشر. وهنا تثور النقاشات حول كيفيّة حماية الأطفال في هذا الفضاء الرقميّ وضمان بيئة رقميّة آمنة لهم.
فالتعليم على سبيل المثال هو أحد الحقوق الأساسيّة التي يجب أن يتمتع بها كلّ طفل، وقد قدّمت البيئة الرقميّة فرصاً وأدوات جديدة للتعليم وسهّلت إمكانيّة الوصول إلى المعلومات إذ يُمكن للأطفال في مناطق النزاع أو الفقر الحصول على فرص تعلّم قد تكون غير متاحة لهم في الظروف التقليديّة، إلا أنّ هذه الفرص ليست متساوية لجميع الأطفال؛ ففي ظلّ الأزمة الرقميّة فإنّ العديد من الأطفال حول العالم ما زالوا يواجهون صعوبات في الحصول على تعليم رقميّ مناسب؛ بسبب الفجوة الرقميّة وما تُرافقها من قلة الموارد والبنية التحتيّة الضعيفة.
كما أنّ العديد من الأطفال يُواجهون اليوم تحديات في مجال الحماية الرقميّة، مثل التنمّر الإلكترونيّ والمحتوى الضّار، ممّا يتطلّب تطوير سياسات وتقنيات تضمن حماية الأطفال من الأذى في العالم الرقميّ، مع ضرورة العمل على نشر التوعية بين الأطفال والأسر بشأن المخاطر الرقميّة، وإشراك المدارس في خطط التوعية؛ لِما للمعلّمين من تأثيرٍ كبير على الطلبة خصوصاً في الصفوف التعليميّة الأولى.
ولأنّ البيئة الرقميّة بيئةٌ مفتوحة لا تنطوي على حدود، فإنّ مواجهة التحدّيات واستثمار الفرص لا يقع على عاتق دولةٍ أو جهةٍ بعينها، وإنّما يجب تكاتف الجهود بين كافّة الفاعلين في النظام العالميّ من دول ومنظمات، وكذلك التعاون بين مختلف الجهات داخل الدول ذاتها على مستوى الوزارات والمؤسسات والمنظّمات وحتى الأفراد.
فالاستثمار في الأطفال اليوم يضمن مستقبلاً أفضل لهم، ولنا جميعاً.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-11-2024 10:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |