بقلم : عميد مهندس يوسف ماجد العيطان

خواطر من الذاكرة الطيبة في ميزان الحسنات - الخاطرة الثالثة .. الجنوب والوادي

في رمضان من عام ٢٠١٦ كان الصيف حارًا، وشح المياه وعدم كفايته في الجنوب عمومًا، ووادي موسى وأيل وقصبة معان خصوصا كان موجود، وبدأ ضيق أهلنا ظاهر من العطش.


تحركت من عمّان إلى الجنوب وفريق عملي، وأنا ارتدي بدلة الفوتيك هذه، وبطريقي بدأت أحضر بعض التحضيرات الطارئه والعاجلة مثل تجهيز وارسال صهاريج مياه لتكون متواجده في الجنوب على مدار الساعة وتأمين أهلنا بالمياه.


وفي طريقي علمت أن هناك آبار مهجورة محفورة من ما يقارب الثلاثون عامًا في منطقة القاع والجثة من الوادي وقرى النعيمات، وهي محاسن أقداري والنوايا الطيبة تسعفني دائما.


وخلال الاستكشاف الميداني على الأرض وجدت أربعة آبار مياه مهجورة ومتآكلة على امتداد المنطقة ومباشرة من خلال بعض الإجراءات الميدانية حركت حفارة آبار كانت متواجدة في الكرك إلى منطقة معان والجثة والوادي وأيل لكسب الوقت.


دخلت الجنوب والوادي والبترا واذا في مكتب إدارة مياه البترا يتواجد مجموعة من أهلنا بانتظارنا، تحدثت معهم وكانت الاجراءات الميدانية المباشرة من تحريك صهاريج المياه التي احضرتها بمعيتي بدأت بتأمين أهلنا بالمياه الطارئة، ولعل مشاهداتهم لي مرتدي بدلة الفوتيك العسكرية الميدانية بعثت في نفوسهم الطمأنينة والسكينة والثقة.


تحركت من هناك إلى قصبة معان وإلى إدارة مياه معان والتقيت بمجموعة من أهلنا في معان العزيزة، وعند استماعي لمشكلتهم التي مضى عليها سنوات، كلفتهم بذاتهم الإشراف على الاجراءات التي قمت تنفيذها مباشرة وهي تنفيذ خطوط مياه طارئة لغايات تحسين وصول المياه في أحياء قصبة معان وكلفتهم لمراقبة حسن التنفيذ وكم كانت سعادتهم وارتياحهم لأنهم رأوا إجراءات ميدانية على الأرض دون تسويف.


توجدت في الجنوب بشكل يومي من فجر كل يوم الى ساعات الإفطار، سحورًا في بيتي وافطارًا، وقضاء كامل الأيام السبعة في معان والوادي اشرافًا ميدانيًا على الأرض حتى تم إنهاء المطلوب من صيانة للآبار الاربعة المهجورة وتشغيلها ومد خطوطها وإيصال المياه وتحسين التزويد المائي لأهلنا.

اللهم انك تعلم أن ما تم ذلك الا لوجهك فاللهم اسألك سترًا وخيرًا وعافية ورضا.