27-11-2024 08:50 AM
بقلم : ا. د. أمين مشاقبة
في ضوء نتائج الانتخابات لمجلس النواب، وصلت نسبة المشاركة في التصويت إلى 32,25% اذ صوّت مليون و638 الفاً من خمسة ملايين و80 الف مواطن يحق لهم التصويت على المستوى الوطني. وتقدم للترشح 36 حزباً من 38 حزباً مرخصة لدى الهيئة المستقلة للانتخاب ونجحت (10) احزاب سياسية في المجلس العشرين وعدد المقاعد المحددة قانوناً (41) مقعداً. حصدت فيها جبهة العمل الاسلامي 17 مقعداً وحصدت ما نسبته 28,38% من مجموع الاصوات، واربعة احزاب حصلت على أقل من 1% من الاصوات، و8 احزاب على اقل من 2%، وحزبان حصلا على 5%، وبقية الاحزاب دون تلك?النسب.
واللافت للنظر حجم الأصوات الضائعة (المفقودة) على المستوى الوطني في الدائرة العامة اذ كانت الأوراق غير الصحيحة 30,664 بيد ان الاوراق الفارغة 229,727 وبنسبة 14,02% واذا جمعنا الرقمين فإن المجموع هو 260,391 صوتاً وبنسبة 15,8% من الاصوات بين عدم الصحة أو فارغة، وان دل هذا على شيء فإنه يدل على عدم معرفة المصوتين برقم الحزب أو شعاره وهذا ضعف في حالة الأحزاب، وفي عملية التثقيف الحزبي، وربما عدم رغبة المواطنين للتصويت للأحزاب لعدم القناعة، وبالنتيجة فإن 26 حزباً سياسياً لم يحالفها الحظ في تخطي العتبة وهي 2,5% من ح?م الاصوات هذا وصف للحال الحزبية اما عملية تقييم الأحزاب كما ورد في كتابي «الاحزاب السياسية، اطروحات نظرية وعملية: الحالة الأردنية» الصادر هذا العام 2024 فإن هناك عدداً من الأسس والمعايير العلمية لتقييم اي حزب سياسي وهي الآتي:
اولاً: وجود ايديولوجيا سياسية (فكر سياسي)، او فلسفة سياسية للحزب مهما كان اتجاهه: يمين، يسار او وسط، وبرامج عملية في جميع المجالات الحياتية وهذه البرامج تعتمد اعتماداً أساسياً على الايديولوجيا السياسية، افكار ومبادئ، وبرامج واوليات من هنا العديد من الاحزاب الأردنية افتقدت لهذا العنصر واعتمدت على الشعارات العامة.
ثانياً: انتشار التنظيم؛ يجب ان يكون الحزب السياسي منتشراً على ارجاء الدولة، وفي نفس الوقت التمثيل للمكونات الاجتماعية كافة والعديد من الاحزاب لدينا انتشرت في محافظات لمكونات معينة وتمثيل ضعيف في بقية ارجاء الدولة، وهذا عيب في بنية الاحزاب الأردنية والدليل على ذلك أن عدد المنتسبين للأحزاب حتى 4/11/2024 هو 95,381 مواطناً منهم 52,924 ذكور 42,457 اناث وهذا رقم متواضع مقارنة مع عدد السكان بالأردن، والامر يتطلب ضرورة الزيادة في الانتشار على المستويين الجغرافي والديمغرافي.
ثالثاً: انعدام المؤسسية لدى العديد من الاحزاب، اذ برزت الشخصانية والتحكم من فرد او مجموعة بمسار الحزب وانعدمت قنوات التواصل بين وحدات التنظيم على المستوى الوطني والمحلي فالقرارات تأتي من اعلى الى اسفل والعكس هو الصحيح.
رابعاً: الضعف العام في تحقيق التأييد الشعبي لأفكار ومبادئ الاحزاب وبرامجها، فالحزب السياسي هو احدى اداوت التنشئة والتأهيل السياسي للمواطنين، فالضعف والتدني في التأهيل كانا واضحين جداً.
خامساً: من أهم سمات الحزب السياسي هو المشاركة السياسية في المؤسسات الدستورية، فما يزيد عن 26 حزباً لا دور لها في هذا المجال، وليس لها اي دور في عمليات اتخاذ القرار على المستوى العام.
وعليه فإن غياب هذه العناصر وغيرها أثرت على عملية نجاح الاحزاب في الدولة الأردنية وعلينا ان نعترف بهذه الاختلالات على ارض الواقع، ومن دون ذلك لا يمكن لمسيرة الاحزاب ان تتقدم آخذين بعين الاعتبار وحسب منظومة التحديث السياسي انه في العام 2028 سيكون للاحزاب 50% من مقاعد البرلمان، وربما سائل يسأل كيف حقق حزب جبهة العمل الاسلامي هذا النجاح وذلك يعود لوجود الايديولوجيا، والبرامج القائمة عليها، قوة التنظيم وارتفاع درجة المؤسسية والانتشار على المستويين الجغرافي والديمغرافي، وحجم الحزب وطول عمره ما يزيد على 75 عاماً ?ن حركة ومسار التنظيم ووجود مناضلين حملوا راية الحزب على اكتافهم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-11-2024 08:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |