سرايا - أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والوكالة الكورية للتعاون الدولي (KOICA) في الأردن مشروعاً مشتركاً بعنوان "حماية الروابط العائلية في سبيل تخفيف المعاناة والمساهمة في بناء السلام في المجتمعات المتضررة من النزاعات".

ومن خلال هذا المشروع المعني بحماية الروابط العائلية، والذي يتم بتـمويل من الوكالة الكورية للتعاون الدولي، ستدعم اللجنة الدولية العائلات التي فقدت أفراداً منها خلال النزاعات في سورية، سواءً كانت هذه العائلات موجودة في سورية أم لبنان أم الأردن، وذلك من خلال مساعدتهم في الوصول إلى خدمات حماية الروابط العائلية التي تُـقدمها اللجنة الدولية. حيث يشتمل مشروع اللجنة الدولية على تقديم جلسات جماعية للدعم النفسي-الاجتماعي، وتقديم المساعدات الإغاثية، ودعم سُـبُل العيش، وضمان الوصول إلى الرعاية الصحية من خلال تقديم مساعدات مالية طارئة، بالإضافة إلى مساعدة الأُسَـر في مجال التحديات القانونية والإدارية بهدف حماية حقوقهم ووضعهم القانوني وسط حالة الفوضى الناتجة عن حالات الاختفاء.

وفي حفل إطلاق المشروع الذي أقيم في عمان بتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، أكـد سعادة سفير جمهورية كوريا في الأردن، السيد كيم پـيل-وو، على أهمية المشروع المُشترك بين الوكالة الكورية للتعاون الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر في مساعدة الأُسر التي تفرقت بسبب النزاعات الإقليمية على لم شملها وتجاوُز معاناتها، مُصرحاً بأن: "الشعب الكوري يشعر بتعاطف كبيـر مع الأُسر التي تشتت بسبب النزاع في هذه المنطقة، لأن كوريا مرت بتجارب مشابهة خلال الحرب الكورية وما بعدها في عقد الخمسينيات". كما أشاد سعادة السفير بالتعاون الوثيق بين الوكالة الكورية للتعاون الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، معرباً عن ثـقته بأن هذا المشروع، مدعوماً بخبرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتفانيـها وشـغفها، سيُـحقق النتائج المرجوة.

وقد أعربت السيدة سارة أفريــلود، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن، عن تقديرها لـكل من الوكالة الكورية للتعاون الدولي والحكومة الكورية على التـبرُع السخي الذي بلغ ما يقارب 10,5 مليون دولار أمريكي دعماً لأُسر المفقودين، مشيرةً إلى أن هذا هو أول مشروع من تمويل الوكالة الكورية للتعاون الدولي لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مجال حماية الروابط العائلية. وأكدت السيدة أفريلود على الأضرار الكبيرة التي تعانيها تلك الأُسر، بقولها: "غالباً ما يتـم إغـفال النطاق الشامل لمشكلة المفقودين، ومع ذلك لا يمكن الاستخفاف بالآثار المدمرة والدائمة على الأفراد والأُسـر والمجتمعات. حيث تتـحمل العائلات سنوات من الغموض والمعاناة بحثاً عن أية معلومات حول أحبائها المفقودين، مما يخلق لها عبئاً عاطفياً علاوة على معاناتهم من الناحية القانونية والمالية، خاصةً إذا كان الشخص المفقود هو المُعيل الرئيسي للأسرة."

تتعاون الوكالة الكورية للتعاون الدولي مع المنظمات الدولية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتنفيذ برامج تدعم المجتمعات الهشـة والمتأثرة بالنزاعات. حيث تهدف هذه البرامج إلى تعزيز قدرات الدول على إدارة المخاطر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيـئية والاستجابة لها، وبالتالي تعزيـز التنمية المستدامة.

تتعاون اللجنة الدولية للصليب الأحمر والوكالة الكورية للتعاون الدولي في تـنفيذ مشاريع تنموية وإنسانية منذ العام 2021، مع تركيزٍ خاص على مساعدة الأفراد والمجتمعات المتأثرة بالنزاعات – مثلاً: في مجال الأمن الاقتصادي في أذربيجان؛ قطاع الصحة في كل من نيجيريا وجنوب السودان واليمن؛ والمياه والسكن في فنزويلا. واستمراراً لهذه الشراكة السابقة، قررت المنظمتان توسيع تعاونهما للعمل على حماية واستعادة إعادة الروابط العائلية، وتوضيح مصير وأماكن الأشخاص المفقودين نتيجة للنزاع المسلح، أو الكوارث الطبيعية أو تلك من صنع الإنسان، أو الهجرة، وحماية كرامة المتوفين، بهدف المساهمة في بناء الثـقة وبناء السلام في المجتمعات المتضررة من النزاعات.

إن دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر الفريد وتفويضها في البحث عن المفقودين وتـقديم الدعم لأُسـرهم مُعترفٌ به من قِـبل الدول والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني على حدٍ سواء، وبصفتها مُنظمة محايدة وغير متحيزة ومستقلة، فهي تتمتـع بمكانة فريدة تُـمكنها من المساهمة في هذه الجهود الإنسانية المُـلحة.