05-12-2024 11:34 AM
محمد العنانزة - يُنظر إلى رئيس الحكومة، في كثير من الأحيان، كمنقذ منتظر، يحمل مفاتيح الحلول السحرية لمشاكل الشعب التي تراكمت على مدى عقود. لكن هل هذا التفاؤل في محله؟ أم أنه مجرد وهم.
الرئيس جعفر حسان، ليس سوى جزء من منظومة متكاملة، قد يكون الفرد قائدًا كفؤاً وصاحب رؤية، لكن غياب الفكر والإرادة، وسيادة الفساد والمحسوبية، يجعل أي جهد فردي عرضة للإحباط، فالسياسة ليست مسرحًا لبطل واحد يغير الواقع بلمسة سحرية؛ بل هي تداخل معقد بين قوى ومصالح متشابكة، لذلك لا تستبشروا خيرًا بالرئيس.
فعدم وجود نظام رقابي فعال وآليات ديمقراطية شفافة، يصبح الرئيس غير قادر على ضبط المشهد، فالمؤسسات القوية تساعد بشكل كبير في أيجاد الحلول الحقيقية لعديد من القضايا المعقدة، كما أن الأرث الثقيل الذي ورثه حسان من الحكومات المتعاقبة خاصة (البطالة، الفقر، الفساد، ضعف التعليم، تراجع الخدمات الصحية) والانقسامات السياسية هي نتائج تراكمية لسنوات من الإهمال وسوء الإدارة من قبل تلك الحكومات، لذلك لا تستبشروا خيرًا بالرئيس.
الرئيس جعفر حسان لن يكون قادرًا على إحداث تغيير جذري ما لم تتضافر جهود حقيقية من مختلف الأطراف، فهو لا يمتلك عصى سحرية لحل قضايا متجذرة منذ عشرات السنوات، لذلك لا تستبشروا خيرًا بالرئيس.
ورغم الابتسامة التي ملأت وجه دولة الرئيس خلال التصويت على الثقة أمس، الا ان "الأيادي المرتجفة لا تبني وطنًا ولا تصون دمًا" وهذا ما لمسناه في فريق حسان الحكومي، فهناك وزراء لا يرتقون إلى مستوى جرأة الرئيس، وهذا الأمر من شأنه ان يعطل البرنامج الاصلاحي الذي سيسير عليه دولة الرئيس، لذلك لا تستبشروا خيرًا بالرئيس.
في نهاية المطاف، الرهان على فرد واحد أمر خطير للغاية، فالتغيير يحتاج إلى وعي شعبي مستدام، وإرادة جماعية تضغط باتجاه الإصلاح الحقيقي، وهذا ما يطالب به دومًا جلالة الملك عبدالله الثاني في كافة خطاباته، لذا لا تستبشروا خيرًا بالرئيس.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-12-2024 11:34 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |