سرايا - في مرحلة ما قبل المدرسة، يريد الطفل مشاهدة حلقة معينة من برنامج معين، حتى لو كان شاهدها للتو، وعند وقت النوم يجب أن يكون الكتاب قد قرأه كثيراً بما يكفي لتطوير ذخيرة من الأصوات المحددة لكل شخصية.

هذا المشهد يكاد يكون مألوفاً للأولياء، وهذا التكرار له فوائد كبيرة لتعلم الأطفال ورفاهتهم.

وتوضح ورقة بحثية من جامعة شفيلد هالام البريطانية أن من أسباب ذلك ما يطلق عليه الباحثون "التعلّم الإحصائي".

وبحسب "مديكال إكسبريس"، ظاهرة "التعلم الإحصائي" عندما يكون الأطفال حساسين للغاية لحدوث الانتظامات والأنماط في حياتهم.

أنماط اللغة
والمثير للاهتمام أن الأطفال يتمتعون بمهارة خاصة في فهم أنواع معينة من المواد، مثل احتمالية ظهور أصوات معينة في الكلام الذي نوجهه إليهم، ولكنهم يحتاجون إلى التعرض للعديد من الأمثلة على ذلك من أجل اكتشاف الانتظام.

مثلاً، في جميع اللغات، تميل الأصوات المتضمنة في الكلمات إلى اتباع أنماط معينة.

ويشرح الباحثون "في اللغة الإنجليزية، على سبيل المثال، بعض التركيبات الأكثر شيوعاً لثلاثة أحرف هي "the" و"and" و"ing". ومن المنطقي أن تبحث أدمغة الأطفال عن تكرار هذا النمط لأنه سيساعدهم ذلك على تعلم اللغة".

لذا، عندما يعود الأطفال الصغار لمشاهدة نفس العرض، فإن ما يفعلونه، سواء كانوا يعرفون ذلك أم لا، مدفوعاً برغبة في اكتشاف وتعزيز الأنماط فيما يشاهدونه أو يسمعونه أو يقرؤونه.

كذلك فإن التكرار له أيضاً فوائد لمشاعر الأطفال، فيما نسميه هنا "تأثير الرفاهية".

إن المهمة الرئيسية للطفولة هي التعلم، وهذا يعني البحث بنشاط عن تجارب ومحفزات جديدة.

ومع ذلك، فإن الاضطرار إلى معالجة الأشياء الجديدة والتكيف معها يمكن أن يكون مرهقاً، حتى بالنسبة للطفل الصغير الذي يتمتع بطاقة لا حدود لها.

يمكن أن يكون العالم أيضاً مكاناً غريباً وأكثر إجهاداً للأطفال منه للبالغين.

الراحة والأمان
ويمكن للمحفزات المعروفة، مثل حلقة التلفزيون التي شاهدوها بالفعل مرات لا حصر لها، أن توفر مصدراً للراحة والأمان الذي يخفف من هذا التوتر وعدم اليقين.

كما قد توفر الاهتمامات العميقة بنشاط معين أيضاً فوائد الرفاهية من خلال الشعور بالسيطرة والإتقان.

إضافة إلى ذلك، فإن القدرة على اختيار نشاط يستمتعون به تتيح لهم الشعور بالاستقلالية والسيطرة على حياتهم، والتي غالباً ما يقضونها في نقلهم هنا وهناك من قبل الوالدين.