09-12-2024 08:31 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
منذ نحو 14 شهر والمنطقة تعيش حالة غير مسبوقة، بل لقد تغيّر وجهها بالكامل، ويبدو أن «الحبل على الجرار"؛ ولكن كل ما تغير يفرض المزيد من التأمل ويروي المزيد من الدروس، أولاها وآخرها، أن من يصون الأوطان هم أبناؤها، وأن التحالفات مهما كانت لا تحمي البلدان.
في الأردن، وبنعمة من الله، وبفضل ملوك بني هاشم، فنحن بخير يعبر يؤكده يومياً علاقة الأردنيين بدولتهم، والتي تأسست لتكون دولة «الناس كافة"؛ وما بهذا البلد من قيم وممارسات عامة منذ تأسس كان محورها الإنسان، وخدمته، حتى بات هذا البلد مثالاً، رغم كل ما أحاط بنا من ظروف.
وبقي هذا الوطن، مستمسكاً بالتزامه تجاه العروبة وقيمها، والأشقاء في ما مروا به من محن سواء في فلسطين أو في لبنان وحتى في سوريا اليوم التي تكتب تاريخاً جديداً وتطوي عهداً مرّ به الأشقاء هناك بصروف من المرارة والديكتاتورية، وكانوا صابرين.. حتى تشتت الملايين منهم في بلاد الارض هرباً وخوفاً من البطش.
على أية حال.. ما تزال المنطقة تمر بتحولاتٍ عميقة، وما يزال جرح غزة نازف، والمخاوف عميقة مما يفكر به «اليمين» في إسرائيل، خاصة مع الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترمب.
ولكن، الثابت الوحيد بالرغم من كل التحولات، وهو ثابت يجب أن نبقى عليه في هذا البلد، هو أن لا أثمن من الألفة التي نعيشها، وأننا بالفعل نملك منجزاً حقيقياً يتجاوز في ما حققه الكثير، وبخاصة بالنظر إلى ظروف المنطقة القاسية.
وأيضاً، فإن صرارعات قوى الإقليم، ولعبة «التحالفات» ومن ثم «التكيشش» وما نراه من فك وتركيب يجري في محيطنا، يجب أن تزيد من يقطتنا مما يجري حولنا، فمن الواضح أن الصورة اليوم وإن بدت واضحة إلا أنها تظهر في ثناياها الكثير من الريبة، بخاصة في ما يجري بسوريا اليوم.
فمن الباكر إصدار الأحكام، وعلينا بمزيدٍ من الصبر حتى نصل إلى فهم حقيقة ما يجري، فنحن في منطقة باتت كما الدوامة تنام على شيءٍ وتصحو على آخر.
وحيال هذا التسارع ولحظاته التاريخية، فإن الأردن ومؤسساته الدستورية، وما فيه من قيمٍ حقة، وما نملكه من قنواتٍ تواصل دستورية، هو منجزنا الذي كرس باكراً مفاهيم الإنسانية والمواطنة، والدولة القادرة على حماية مواطنيها، والسعي لحياةٍ كريمة لهم، فهذا الوطن هو لنا، وقيادته ومؤسساته، وأرضه، وقيمه.. هي حلفنا وجيشنا الذي نصونه.
ونحن على عهدنا منذ تأسس هذا البلد الكريم بأن يكون نصيراً للأشقاء، وأن يبقى عوناً لهم، فعلى هذا كان وما يزال وسيبقى عهدنا في هذا البلد الهاشمي العزيز.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-12-2024 08:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |