بقلم :
الانسان السوي الكامل تماما , غير معروف حتى الآن ، ولم يولد يعد واعتقد انه لن يولد حتى يوم القيامة ، فالله الخالق البارىء المصور خلق النفس الانسانية وغيرها من المخلوقات ، وهو يعلم سرها ونجواها ، وجعل نموها طبيعيا وتلقائيا وحرا ، ليتفاعل الانسان بمكوناته الثلاث الفكرية ، والوجدانية ، والبيولوجية ، مع أخيه الانسان ، فهو الذي يملك الحياة على الارض ، مالم يحدث تلف ( مرض ) في أي من مكوناته .....
الانسان حر بعقله ، يفكر دونما حدود ، يتأمل ،ويتدبر ( وهذا قمة التكريم ) ليحقق معى وجوده . والانسان حر بوجدانه ، ينفعل ويشعر ويحس بذاته ، وبالآخرين ............
والانسان حر بوعيه ، يدرك الرؤية الضرورية والمطلوبة لكي يتعرف على ما حوله ......................................................................
ورغم العثرات والاحباطات يظل الانسان في حالة سعي دائم وحركة مستمرة ، فمن احباطاته وعثراته تتولد طاقة يفجرها الانسان بنفسه , ليصعد مرة ثانية وبمعدل اقوى للمحافظة على استمراره ،ثم يهبط الانسان مرة اخرى وهو يقترب من شيخوخة أرذل العمر لينسى كل شيىء لتهن أعضائه فتنتهي تماما ليقابل ربه ............................
ولهذا لايوجد معنى لكلمة انسان سوي كامل تماما .....
ومن هنا يعاني الانسان ، ويعاني معه الناس ( هذا ليس مرضا ) بل هو الشكل الطبيعي للتفاعل ، تفاعل الانسان مع نفسه ، ومع الآخربن .......................
انك يا أخي كتاب مستقل بنفسك وذاتك، وقد تتغير مع الوقت ، باكتساب الخبرات والمهارات ، وقد تستفيد من الأخطاء وتتغير آراءك وينضج فكرك . وقد ترى أناسا مرت بهم مواقف أخذوا مواقف او سلوكات غير متوقعه منهم في حدود ما تعرفه عنهم ................................................
ولأننا لا نعرف كل الحقيقة ،فمن الصعب أن نتحث عن الانسان ، فالله هو الخالق لبلايين البلايين من البشر .....
وسبحان الله الخالق العظيم قال تعالى : (( وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه ، ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ، ومن ضل فانما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا . )) الاسراء : 13 , 14 , 15 صدق الله العظيم ...