10-12-2024 09:39 AM
بقلم : ا. د. أمين مشاقبة
ها هي اسرائيل تتمدد في الجولان وتحتل باقي جبل الشيخ والمناطق العازلة على الحدود السورية، استغلت اسرائيل الظروف الحاصلة في سوريا بعد سقوط حكم عائلة الأسد واعلنت ان اتفاقية الهدنة لعام ١٩٧٤ لاغية، وحسب اجتهادهم الباطل فان المقتضيات الامنية تتطلب هذا التحرك خوفاً من الاعتداءات على المستوطنين، وها هي اليوم ما يزيد عن ١٢٠ غارة جوية تستهدف العديد من المواقع الاستراتيجية في سوريا، مطارات مخازن اسلحة، معسكرات وغيرها بحجة منع المتطرفين من الوصول لتلك الاسلحة خوفاً على ان اسرائيل.
فالأمن لديها يتقدم على كل شيء، ولا يمنع الأمر من ممارسة اي فعل حتى لو كان غير اخلاقي او غير قانوني فمن أجل الأمن كل شيء مسموح وهذه غزة أنموذجاً.
باتفاق دولي سقط نظام الاسد في دمشق من أجل اخراج ايران وانهاء الدور الايراني في كل من سوريا ولبنان وربما بقية الشرق العربي على الطريق وهذا الوضع قد اضعف حزب الله اللبناني، علماً بأنه اضعف نتيجة الضربات المتتالية التي دامت شهرين على الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية فقد تراجعت القدرات واغلقت ابواب سوريا المفتوحة عليه وهذا مطلب اسرائيلي قبل ان يكون اميركياً، وبذا يكون حزب الله مكشوفاً بعد سقوط الحليف الاستراتيجي له وعليه أن يعيد النظر بواقعه العسكري والسياسي معاً، ومن هنا يمكن القول بأنها بداية انتهاء الهلال الشيعي في المنطقة.
اننا امام تطورات جديدة في الشرق العربي برعاية صهيواميركية، فالادارة الاميركية ستشرف على ترتيبات الحكم في سوريا، ولن يكون شيء مخالف للرأي الاميركي كما هو الامر بالنسبة الى لبنان توجيهات لانتخاب رئيس جديد في الشهر المقبل، والتقليص من دور حزب الله العسكري كما هو السياسي، والتطور الأهم هو عندما يأتي الشهر الاول من العام ٢٠٢٥ حيث سيكون دونالد ترامب في السلطة السياسية الذي سيوافق اسرائيل على ضم جزئي لقطاع غزة، والتوجه بعدها للضفة الغربية واستمرار سياسات التهويد حيث ستكون الضفة في مرحلة ضم جديد وتهويد خصوصاً المنطقة (ج) التي تساوي ٦١٪ من مساحة الضفة وكامل الدعم الاميركي لهذة الخطوات، حيث قال ترامب «إن مساحة اسرائيل صغيرة ولا بد من توسعتها» وامام هذه المواقف المؤيدة لاسرائيل فإن ما تريده في المنطقة سوف يتحقق، فالعصر هو لهم الآن وفي قادم الايام بعد أن سقطت كل عواصم الشرق العربي بيروت، و بغداد واخيراً دمشق، ولم يبقى إلا الحصن المنيع عمّان العروبة حفظها الله بعنايته و المطلوب منا في الأردن اليوم قبل غداً التمسك بدولتنا ونظام حكمنا والأمن والاستقرار اللذين هما ديدن هذا الوطن الدولة، حمى الله الأردن من كل مكروه، لا بد لنا التكاتف ودفع الوحدة الوطنية الى الأمام والابتعاد عن الفرقة والفتن والحفاظ على المكتسبات المادية والمعنوية التي انجزت بتلاحم القيادة والشعب، وبجهد المؤسسين الأوائل الذين تركوا لنا ميراثاً غنياً ألا وهو الوطن ومنجازاته عبر ما يزيد عن مائة عام.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-12-2024 09:39 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |