بقلم : علي القيسي
هذا الكتاب تمكين الأسر ودورها في التعامل مع ذوي اضطراب التوحد ، يعد من الكتب القليلة والمتفردة والمتميزة في هذا الموضوع ، حيث أن الكاتبة د. سهام قد بثت في صفحاته وسطوره مايعتلج في قلبها من هموم لهذه الأمراض الغريبة والمقلقة للأسرة وللمريض ، وما تفكر به من حلول لهذه الأمراض الصعبة وهي اضطراب التوحد ، ولدى الكاتبة د. سهام تجارب طويلة في هذا المجال ومع الكثير من الناس الذين تعرضوا لهذا المرض ، وكانت على علاقة مع أسر وعائلات واشخاص ، منذ سنوات طويلة لتقديم الدعم والمشورة لهم ،من خلال تخصصها الأكاديمي ، وفي الكتاب الكثير من المعلومات الاكاديمية والنظريات والفرضيات حول هذا الاضطراب

وهذه المشكلة عالمية وليست محلية فقط. وهناك يوم الثاني في نيسان من كل عام ،يوم احتفال ، سمي يوم اضطراب التوحد العالمي لحثّ الناس والمجتمعات على تذكر هؤلاء الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب التوحدي ، فهناك مشاكل جمة يتعرض لها أهل المصاب ومعاناة كبيرة في التعامل مع الأشخاص المصابين ، والمشكلة أن الجمعيات في الأردن والمراكز عاجزة عن تقديم الخدمات الضرورية لهذه الفئة من المصابين بهذا الاضطراب والتوحد

وفي صفحات كتاب الدكتورة الكثير من المعلومات والارشادات والنصائح لهذا الاضطراب وكيفية التعامل معه ،خاصة الأهل ، وفي البحث الذي قامت به د. سهام الخفش هناك بحث ميداني وزيارة لبعض العائلات والأسر الذين يعانون من هذه المشكلة الكبيرة التي لايوجد لها علاج ناجع وناجح ، فهي تعتمد على المال الكثير في التخفيف منها وكما نعلم أن الفقر يحول دون مواكبة معالجة أو التخفيف من هذه الحالات لانها مكلفة ماليا ، والحكومة والجمعيات لاتقدم الخدمات الضرورية لهذه الأمور السلوكية واضطراب التوحد ، وهذا مايضاعف معاناة الأسر النفسية والمادية

ومن حيث التركيز على الكتاب ، نجد أن هذا المؤلف والاصدار ، حافل بكل مايفيد المعرفة والمعلومة والثقافة عن هذه الحالات الاضطراب وأسبابه وتداعياته ، حيث كتبت الكاتبة : سارة طلب السهيل مقدمة للكتاب نأخذ منها جزءا ( وهو العنوان الدال على قضية من أخطر قضايا الطفولة ،قضية التوحد ، التي تؤرق الأسر والأطباء والباحثين في العالم كله.)
والدكتور سهام الخفش ، لها الكثير من الاهتمامات بالتربية الخاصة ، وذلك ضمن تخصصها في التدريس بجامعة الطفيلة استاذ مشارك ، ويذكر ان للدكتورة سهام الخفش صالون ثقافي في منزلها ، وهو منارة للفكر والمفكرين والكتاب والأدباء ،يجتمعون فيه كل فترة ، يناقشون الاوضاع المحلية والدولية ،والقضايا الساخنة على الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وهناك حوارات تدور حول الثقافة والأدب والعلم والمعرفة ،أما بخصوص الكتاب فهو دعوة ألى كل شرائح المجتمع ، بالتعاون للتطوير الوعي حول قضية الاضطراب والتوحد ، ومشاركة كل المنابر الاعلامية ، والثفافية والتربوية ، والدينية ، في سبيل توعية الناس وارشادهم حول هذه المشكلة التي يعاني منها الأشخاص والأهل والأسر الأردنية

والتي يوجد عندها أطفال أصيبوا أو ولدوا بالتوحد ،لمحاولة تأهيلهم واحتضانهم والاهتمام بهم ،حتى يعودوا أسوياء يشاركون المجتمع ويتفاعلون مع الآخرين ،ويصبحوا أعضاء فاعلين مثلهم مثل غيرهم من أفراد المجتمع

ويبقى القول أن الكتاب بحاجة للكتابة عنه اكثر والاطالة في التفاصيل أكثر لما فيه من أفكار ورؤى ونظريات وفرضيات ، ولكن الغوض في كل ذلك بحاجة ألى ندوات ، ومشاركين وحضور اعلامي ، ولا يسعني ألا أن اشكر الدكتورة سهام الخفش على هذا الجهد الكبير الذي بذلته من اجل اصدار هذا الكتاب المتميز الذي سيثري المكتبة الأردنية والعربية ، ويسلط الضوء على معاناة الناس والأسر التي أبتليت بطفل بالتوحد ،
راجيا لها التوفيق والنجاح في مسيرتها الأكاديمية والعلمية والدراسات البحثية .