16-12-2024 09:42 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
من العقبة، وفي لحظة سياسية فارقة تمر بها سوريا، جاء التحرك الأردني لإنتاج مقاربتين عربية ودولية تجاه التغيرات الكبرى في سوريا.
بالنسبة للأردن، فإن سوريا جغرافيا وعمق، وما بيننا وبينها من صلات هو عميق، وعلى مدار عقود، وخاصة في السنوات ال14 الأخيرة، كان ما يجري هناك يترك تداعياته على الأردن في كل الصعد بدءا بالاجتماعي وليس انتهاء بالاقتصادي والسياسي.
التحرك الأردني جاء سريعا، والمهم فيه أنه حمل أبعادا عدة، أولاها البعد الجغرافي والعربي لسوريا، فكان من خلال لجنة الاتصال العربية، بما ينتج رؤية عربية موحدة تساعد سوريا وشعبها، وتعيدها إلى الفضاء العربي والحيوي الذي غابت عنه لأسباب معلومة، وبما يساعدها على التخلص من إرث مرحلة مضت.
في البعد الثاني، كان التحرك في اجتماعات العقبة بمشاركة أميركية أوروبية، وتركية ايضا، وهي دلالة تؤكد أن الأردن معني بأن يكون لسوريا علاقات طبيعية مع العالم، وأن يساعد العالم السوريين على استعادة دور بلدهم، دون عوائق بعدما غاب الغرب تحديدا عن سوريا.
في القلب من هذا الحراك كان بناء رأي عام دولي يرفض تحركات نتنياهو غير المبررة، بالتقدم نحو جبل الشيخ بحجج واهنة، وتفسيراتها واضحة للجميع!.
قدمت اجتماعات العقبة مبادئ واقعية ومعقولة وتراعي ظروف سوريا اليوم، وفتحت الأبواب والنوافذ على واقع سوريا الجديد اليوم، فالمسألة في سوريا اليوم ليست أمنية وحسب، بل هي سياسية وإنسانية، واقتصادية وتشمل المجالات كافة.
وعلى طريق عهدها الجديد، فإننا نحتاج لسوريا طبيعية تتجاوز ظروف الحرب، وتطوي إرثا أثقل كاهل هذا البلد وشعبه.
اليوم بدأت أجندة مستقبل سوريا تتشكل، وما قدمته اجتماعات العقبة كان تزخيما مطلوبا، لأن يتعامل العالم ودول جوار سوريا مع مسؤولياتهم تجاه بلد مهم، أتعبته الحروب، ونريد أن نراه مستقرا، رغم كل التحديات.
والدبلوماسية الأردنية، تتحرك كما العادة تجاه خدمة الأشقاء، ومساعدتهم، انطلاقا من واجب وقيم بلدنا تجاه بلد شقيق.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-12-2024 09:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |