17-12-2024 08:43 AM
بقلم : سميح المعايطة
كل دول الإقليم ودول مهمة في العالم لها مصالح في أي بلد يذهب إلى أزمة أو حرب داخلية أو ثورة وهذا ينطبق على سوريا اليوم التي لا يمكن لدول كثيرة أن تراقب ما يجري فيها دون تدخل من أي نوع، ولهذا نجد الأمم المتحدة عبر مبعوثها لسوريا يلتقي بالجولاني قبل يومين رغم انه وتنظيمه مصنفان بالارهاب، وكذلك الادارة الأميركية اعلنت انها تتواصل مع هيئة تحرير الشام حتى قبل ان تزيلها عن قوائم الارهاب وهذا مؤكد وبشكل غير معلن بين دول عديدة وقيادة سوريا الجديدة.
الأردن له خصوصية مع سوريا والعراق والضفة الغربية، ولا يمكنه ان يقف بعيداً دون تواصل مع أي جهة او قيادة تحكم هذه الدول والمناطق، وفي زمن الازمة السورية كان للاردن صلات مع نظام بشار الاسد لانها الدولة التي تحكم سوريا الجارة وذات الحدود الطويلة مع الاردن ولان للاردن مصالح على اكثر من صعيد، وهذا التواصل لم يكن له علاقة بالحب او القناعة والقبول بما يفعل النظام السابق تجاه شعبه وتجاه الاردن، وعندما فقدت الدولة السورية سيطرتها على الحدود مع الاردن كان للاردن صلات مع القوى الاجتماعية وبعض الفصائل الموجودة على حدود?ا لمواجهة ارهاب داعش واخواتها ومصالح اخرى، وعندما جاء الجيش الروسي الى الجنوب السوري كان للاردن تفاهم معه من أجل منع ميليشيات طائفية او إرهابية من التواجد على حدودنا، وحتى في ذروة حرب المخدرات والسلاح التي كانت ترعاها ايران والفرقة الرابعة السورية وحزب الله كان الاردن يتواصل مع ايران والنظام السوري لوقف تلك الحرب وقبل ان يسقط بشار الاسد نؤكد ان الاردن كان على اتصال مع الدولة السورية لمعرفة ما يجري والاطمئنان ان الامور ليست ذاهبة الى الفوضى او عودة تنظيمات متطرفة، وبعد سقوط النظام ومجيء نظام جديد مؤكد ايضا ?ن اجهزة الدولة على تواصل معه بما يخص أمن الاردنيين والمعتقلين والحدود واي مصلحة اردنية.
وقياساً على سوريا يمكن النظر الى اي جغرافيا لنا فيها مصلحة بان الدولة عبر مؤسساتها تتواصل بالحد الذي يتناسب مع مصالحها، بل ان جلالة الملك من اوائل قادة الإقليم الذي اعلن احترام الاردن لارادة الشعب السوري اي اعتراف بالواقع الجديد واقعيا وتبعه سعي اردني مع العرب والدول الكبرى لمساعدة الشعب السوري وبناء دولة سورية موحدة تجنبا للفوضى والتطرف وصناعة استقرار يحقق مصلحة السوريين ومصالحنا في الامن وعودة الأشقاء السوريين الى بلدهم.
واجب الدولة ان تتواجد وتتواصل مع اي طرف او جغرافيا فيها مصلحة للاردنيين والدولة الاردنية، واللوم على الدولة يكون عندما تغيب عن التواصل مع اي دولة أو جهة لنا فيها مصالح ايّاً كان شكلها ومضمونها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-12-2024 08:43 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |