حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,21 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2939

عن نتنياهو الذي «غيّر الشرق الأوسط» .. وترامب الذي «لا يثق بأحد»؟

عن نتنياهو الذي «غيّر الشرق الأوسط» .. وترامب الذي «لا يثق بأحد»؟

عن نتنياهو الذي «غيّر الشرق الأوسط» ..  وترامب الذي «لا يثق بأحد»؟

17-12-2024 08:44 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد خروب
أعادَ مجرم الحرب الفاشي نتنياهو بصفاقة, ما كان توّعد به منذ بدأ ــ بدعم أميركي مفتوح ــ حرب الإبادة والتطهير العِرقي والتجويع على قطاع غزة. عبر تصريحات تفيض غطرسة واستعلاءً بالقول: «قبل عام قُلتُ شيئا بسيطا: سوف نُغيّر الشرق الأوسط، ونحن بالفعل نغيّره»، مُضيفا أن «سوريا ليست هي سوريا، ولبنان ليس هو لبنان، وغزة ليست هي غزة، ورئيسة المحور إيران، ليست إيران نفسها؛ كما أنها شعَرتْ بأذرعنا». لافتا إلى أنه تحدّث مع الرئيس المنتخَب/ترامب، بشأن الحاجة «لاستكمال النصر»، على حدّ وصفه. ثم مضى الى تبرير عدوانه على سور?ا وبخاصة حربه المفتوحة على السلاح الاستراتيجي للجيش السوري قائلا بتبجُّح: أريد أن أقول شيئا عن سوريا، «ليس لدينا مصلحة في مواجهة سوريا، وسنُحدّد سياسة إسرائيل تجاه سوريا، وفقا للواقع الناشئ على الأرض»، متابعاً: «أذكّركم أن سوريا كانت لعقود من الزمن، دولة عدوّة نشِطة ضدّ إسرائيل». زاعماً انها «هاجمتنا مرارا وتكرارا، وسمحتْ للآخرين بمهاجمتنا من أراضيها، وسمَحت لإيران بتسليح حزب الله عبر أراضيها».

اما في شأن محادثته الهاتفية مع ترامب ــ حيث يُراهن/نتنياهو عليه كثيراً لتمرير ما تبقّى من المخطط الصهيوني الإحلالي, بإبتلاع «كامل» فلسطين التاريخية, واستكمال مسار إبراهام التطبيعي ــ فقال: لقد ناقشتُ «كل هذا مرة أخرى», مع الرئيس المُنتخَب/ترامب، واصفا المحادثة بأنها كانت «ودِيّة ودافئة ومُهمّة للغاية». مُضيفاً اننا «تحدّثنا عن «ضرورة استكمال انتصار إسرائيل». (عِلماً ان ترامب قال في حديث لمجلة «تايم» الأميركية: (نتنياهو.. «يَثِق بي كثيرًا»، ويَعلم أنني أهدفُ إلى إنهاء الحرب، و«مع ذلك، أنا لا أثِق بأحد»).

تصريحات تكشف من بين أمور أخرى حجم الغرور الذي استبد بهذا الفاشي الفاسد, الذي لم يتوقّف ـ هو وزمرة جنرالاته وشركاء ائتلافه العنصري ــ عن إطلاق المزيد من التهديدات والتلويح بـ«أذرعة إسرائيل الطويلة», القادرة على الوصول «الى اي مكان في الشرق الأوسط». فهل يُلاقيه ترامب في مسعاه لتجسيد «خريطة إسرائيل الكبرى» التي عرضها نتنياهو, امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول الماضي, عبر منحه «شيكاً» على بياض, انسجاما وترجمة لما كان ترامب نفسه قاله في حملته الإنتخابية عن انه «يبحث عن الكيفية» التي يُمكنه «مساعدة» اسر?ئيل ذات المساحة الصغيرة, «على زيادة مساحتها؟

من غبر الحكمة تجاهل التصريحات اللافتة التي أدلى بها ترامب لمجلة «تايم» الأميركية, التي اختارته «رجل العام/2024», خاصة قوله المُسربل بالغموض: أنا أُؤيد تحقيق السلام في الشرق الأوسط، عن طريق الوصول إلى «أي حل» يُمكن القيام به، مُشيراً إلى أن خطته التي طرحها لحل الدولتين في إدارته الأولى والتي تتضمن «اتفاقات أبراهام», يُمكن أن «تتخِذ أشكالا مُختلفة». ورداً على سؤال عمّا إذا ما يزال يؤيد حل الدولتين؟ أجاب: «أؤيد أي حل» يمكن لنا القيام به لتحقيق السلام، وهناك «أفكار أخرى غير حل الدولتين»، لكنني ـ أضاف في فيض من?الغموض ــ أؤيد أي حل «ضروري» لتحقيق السلام الدائم. ولا يُمكن أن يستمر الأمر, بحيث ينتهي كل خمس سنوات إلى مأساة. وهناك بدائل أخرى».

قال كل شيء لكنه بالفعل لم يقل شيئاً, يمكن البناء عليه او توقّعه. إن لجهة «مُستقبل» حل الدولتين. ام خصوصا لما كان وجّهه للناخبين اليهود و«لوبيّاتهم» النافذة والمُمولة لحملته الانتخابية, عندما تحدّث عن «توسيع» مساحة إسرائيل «الصغيرة», على نحو يدفعنا لاستحضار ما كانت مريم أدلسون, «ارملة» الملياردير اليهودي الأسترالي/شيلدون أديلسون... عندما إشترطت على ترامب مقابل تبرعها بـ«مئة مليون دولار», «الإعتراف» بضم الضفة الغربية لإسرائيل, كما فعلَ عندما إعترفَ بسيادة تل أبيب على الجولان السوري المحتل.

هنا يَطرح «ليون هادار» في العدد الاخير, من مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية. سؤالا جاء عنواناً لمقالته: هل يُؤتي رِهان نتنياهو على ترامب ِثماره؟. موضحاً: لقد «تغيّرت» الأوضاع كثيرا في الشرق الأوسط, إلى درجة أن الإدارة الجديدة «ستجد صعوبة في تكرار سياساتها السابقة». لافتاً ان مسؤولين إسرائيليون وعلى رأسهم نتنياهو, أشادوا بفوز ترامب باعتباره «فوزا لبلادهم»، مُشيرين إلى سجِله في الدعم القوي لإسرائيل خلال فترة ولايته الأولى، عندما «عكسَ عقوداً من السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط, بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائ?ل, ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة. ثم أشادَ/نتنياهو بترامب ـ أضافَ هادار ــ على هذه الخطوة، وشبّهه بالرئيس/هاري ترومان، ووزير الخارجية البريطاني/اللورد بلفور، والإمبراطور الفارسي/كورش الكبير.

لقد دعمَ الرئيس ترامب إسرائيل ـ تابعَ ــ بقوة خلال ولايته الأولى كرئيس. وبالإضافة إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل, أصبحت إدارة ترامب الأولى «أول دولة في العالم» تعترِف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان, «المُتنازَع» (!!) عليها منذ فترة طويلة. إن دعم ترامب لإسرائيل ــ أردفَ الكاتب ــ يعكس ارتباطه الشخصي بالدولة اليهودية، بما في ذلك الروابط العائلية, من خلال صهره الصهيوني المتحمس، جاريد كوشنر، الذي لديه مصالح تجارية في إسرائيل, والذي انضم إلى إدارته كمستشار كبير، فضلا عن «تاريخ» من الصداقة الوثيقة مع نتن?اهو.

kharroub@jpf.com.jo

الراي











طباعة
  • المشاهدات: 2939
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-12-2024 08:44 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم