19-12-2024 01:55 PM
بقلم : صدام هزاع المشاقبة
باسم "الله أكبر" أُطلقت رصاصات الغدر والخيانة تجاه من يؤمنون بالله ويصلّون وينطقون بـ "الله أكبر"، ويعشقون الوطن أكثر.
لازلت أذكر تلك الليلة وأنا أراقب شاشة التلفزيون، حين تحصّن الخائنون في قلعة الكرك كالجرذان، هاربين من سلاح العدالة وبضعف إيمانهم، اختبأوا في جدرانها الصامدة ليطلقوا رصاصات الغدر على الوطن وأبناءه.
هم لم يمسّوا سائد المعايطة ورفاقه فحسب، بل أصابوا كل أردني حر شريف. أصابتني في عيني، حتى ذرفت الدموع، وفي قلبي، حينها ما استطعت أن ألتقط أنفاسي خوفًا وترقبًا على سائد ورفاقه.
حلَّ الحزن كالضباب على كل الأردنيين، أو على كل من يؤمن بأن ما روّج له هؤلاء السفلة هو اعتقاداتهم وطرقهم الباطلة باسم الدين.
من يخونك في الوطن قد يخونك في لقمة الخبز، ويخونك في شربة الماء، والأدهى أنه يخونك في الدين، مدعيًا أنه الأصح.
هذه اللحظات الهمجية قد غيّرت حياتي وطريقة تفكيري عن أبناء جلدتي ممن يتبنون الفكر التكفيري. كنت أعطيهم مساحة من التسامح، وأقر وأعترف أنني كنت مقتنعًا بأن الله ابتلاهم بهذه الأفكار، وأن سلوكهم هذا مسّير عليهم، ما داموا هم بأنفسهم ولا يفرضون أفكارهم على أحد.
لكن أن يتجرأ أحدهم على جرح الوطن ومسّه، وأن ينزف أبناءه دفاعًا عنه، ويُرمى الشهيد تلو الشهيد على ترابه، قصة لا يفهمها إلا ابن الوطن.
أسألوا سائد: من هم أبناء الوطن؟
أعوذ بالله أن ننسى صراخ القلعة وجدرانها، وصوت الأمهات من خلف الأسوار، وصوت الطلقات الخادشة للسترات الواقية، وصوت المذيع حين قال: "استشهد القائد واستشهد من معه".
كانت لقطات سريعة لكنها صدحت في أذني كأنني واقف في ساحة المعركة.
من يعوض وطني عن حزنه؟ من يعوض الوطن بهؤلاء الرجال؟ من يعوض أبناءهم بالأبوة؟
لقد خسرنا كل شيء وكسبنا رضا الله والوطن.
فداك يا وطني، أنا وكل حر شريف يؤمن أن الانتماء رسالة، وأن حب الوطن مزروع في قلوبنا، فنحن جنود له ما حيينا.
حماك الله يا وطني.
الدكتور صدام هزاع المشاقبة
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-12-2024 01:55 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |