حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,21 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2499

هل التعليم في خطر!!

هل التعليم في خطر!!

هل التعليم في خطر!!

21-12-2024 11:22 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي أكرم الزعبي الرئيس السابق لرابطة الكتّاب الأردنيين
من المبادئ البسيطة في التعليم، أنّ الطالب يحبُّ المادة الدراسية إذا أحبّ مدّرسها، ومن المبادئ البسيطة في العلوم التربوية، أنّ الطفل يميلُ إلى التعلّم بكافة الطرق غير التقليدية، أكثر من ميله إلى التعلّم من خلال المواد الجافّة المقرّرة فرضًا عليه، ولا يعني ذلك عدم فرض المقررات الدراسية قدر ما يعني ضرورة التدرّج المدروس في الجرعات التعليمية، بدءًا بالأسهل وارتفاعًا بالأصعب.

يُحيلنا ذلك إلى الفلسفة من التعليم المدرسي، وهي تهيئة الطالب طوال اثني عشر عامًا من الدراسة لاختيار التخصص الذي يرغب به بعد الانتهاء من التعليم المدرسي، أي أنّ التعليم المدرسي هو وسيلة الطالب لاكتشاف قدراته وميوله نحو التخصصية الجامعية التي يريدها حال إكمال الصفوف المدرسية، فالمدرسة تقدّم ثقافة عامّة في جميع المجالات، بينما تركّز الدراسة الجامعية على التخصص الذي يدرسه الطالب.

فائض المعلومات في المدرسة يساوي تمامًا نقصها أو انعدامها، فصعوبة المنهاج المدرسي، وفائض المواد الدراسية لن يخلق جيلًا متعلّمًا، قدر تخريجه جيلًا فاقدًا لكل شيء، ولو ألقينا نظرة بسيطة على ناتج دراسة اللغة العربية في المدارس فإنّنا سنُصدم بالمخرجات، إذ إنّ غالبية خريجي المدارس لا يتقنون الإملاء، ولا حتى أبسط قواعد اللغة العربية، ولو ألقينا نظرةً على مناهج العربية لوجدناها تعجُّ بما لا حاجة لطالب المدرسة به، فعلى سبيل المثال، دراسة وزن مشطور بحر الرجز هي دراسة تخصصية جامعية لدارسي اللغة العربية، وليست لطالب المدرسة، والمذاهب الأدبية والمناهج النقدية في العصر الحديث، أو حتى ملامح الحركة النقدية في الأردن من مرحلة النشأة والتأسيس إلى مرحلة التجديد، أيضًا دراسة جامعية، ولا ينبغي أن تكون تعليمًا مدرسيًا، وليس الأمر ببعيد عن النحو والصرف الذي يكاد يصبح تعليمًا جامعيًا في الصفوف المدرسية.


في ذات السياق يثور التساؤل أيضًا عن الغاية من إلغاء (كرّاسة الخط العربي)، هذه الكرّاسة التي ساعدت أجيالًا كثيرة على تحسين خطّ الكتابة، وعلى التمكّن من الإملاء بطريقة صحيحة عبر كتابة السطر عشرات المرّات ما رسّخ من صورة الكلمات في الأذهان، ووضعَ قواعد منضبطة لشكلها وإملائها.

ما ورد من أفكارٍ سريعة في هذه المقالة، تمّت مناقشتها مع العديد من الأكاديميين والمختصين والأصدقاء، - ولا يتعلق الأمر باللغة العربية وحدها، بل يمتد ليشمل باقي المناهج التدريسية-، وقد أجمعوا كلّهم على أنّ الحال إن بقي على ما هو عليه، فإنّنا سنكون أمام كارثة كبيرة، لدرجة باتت تهدد حتى متخصصي اللغة، الذين يدخلون التخصص بضعفٍ واضحٍ في اللغة، فيمتدُّ هذا الضعف معهم إلى حتى ما بعد الحصول على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، ولذلك فإنّ خطةً وطنيةً طويلة الأمد، لمعالجة الضعف الدراسي بدءًا من الصفوف الأولى، صارت ضرورةً وحاجةً ملّحةً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكون الدراسة من الصف الأول الأساسي، وليس في مرحلتي الروضة والبستان، اللتين هما مرحلتي (تعلّم باللعب) وليستا مرحلتي مناهج مدرسية.
أكرم الزعبي
رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين السابق












طباعة
  • المشاهدات: 2499
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
21-12-2024 11:22 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم