24-12-2024 12:01 PM
بقلم : د. فارس فلاح العطين بني خالد
مما لا ريب فيه بانه وفي العلاقات الدولية هناك ما يُعرف في علاقات الدول بانه لا توجد صداقة دائمة او عداوة دائمة ولكن هناك مصالح مشتركة ، من خلال المتابعة لما يحدث على الساحة السورية مع القيادة الجديدة ، نلاحظ بأن هناك توافد وحراك سياسي كبير على دمشق لتأييد ومباركة ما تقوم به القيادة الجديدة للحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها حيث كانت تركيا الجارة لسوريا هي اول الداعمين للثورة السورية والمؤيدة لكل خطواتها لاسيما وان تركيا قد احتضنت حوالي اربعة ملايين لاجىء سوري منذ بدء الثورة السورية عام 2011 ووصول وفد أمريكي رفيع المستوى لدمشق قبل ايام دفع العديد من الدول إلى القدوم إلى سوريا والتأييد لخطواتها في بناء سوريا الجديدة والبعيدة عن الارهاب علماً بانه وفي العلوم السياسية لا يوجد هناك تعريف موحد للارهاب تتفق عليه الدول بشكل عام وإنما كل دولة تنظر لمفهوم الارهاب حسب سياستها وأهدافها الخاصة بها
ووصول وزير الخارجية التركي لدمشق مؤشر واضح على محاولة تركيا المحافظة على حضورها في سوريا سياساً واقتصادياً لان ذلك يعتبر مطلب رئيسي للأتراك في التعاطي مع النظام الجديد فيها كما وان قيام قطر بإرسال وفد كبير ورفيع المستوى يشير إلى دور قطر في دعم القيادة الجديدة للبناء والاستقرار لوحدة سوريا وعروضها لتقديم الدعم في مجالات عديدة ومنها إعادة تأهيل مطار دمشق الدولي كونه بوابة سوريا للعالم الخارجي وكذلك وصول وزير الخارجية الأردني اليوم إلى دمشق هو مهم كون الأردن لها حدود طويلة مع سوريا وقد تحملت ويلات الثورة السورية منذ اكثر من عقد من الزمان من تهريب الأسلحة والمخدرات والأشخاص الخطرين عبر الحدود واستقبالها لأكثر من مليونين لاجئ سوري والذي شكل عبءكبير ومع هذا كان ينظر اليهم كضيوف ولا بد من تقديم العون والمساعدة لهم ، بالمقابل نرى بان هناك العديد من الدول العربية لا تزال تترقب ما يحدث في سوريا ولا تتعاطى مع القيادة السياسية الجديدة في دمشق بشكل مباشر وواضح
حيث قامت السعودية بإرسال وفد متواضع من المستشارين في الديوان الملكي السعودي ووزارة الخارجية وكذلك دولة الإمارات العربية المتحدة والتي اختصر ذلك على الاتصال الهاتفي بين وزارة الخارجية للبلدين ، ما نلاحظه ايضاً موقف لبنان الجارة وعدم تعاطيها مع القيادة السورية الجديدة وكذلك العراق علماً بان النظام العراقي والسوري في السابق يحكمها حزب البعث قبل اسقاطه في العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية واخيراً سقوط نظام البعث في دمشق من قبل الشعب السوري ، هذا التعاطي من قبل بعض دول آسيا العربية مع القيادة الجديدة في دمشق بالمقابل هناك صمت مطبق فيما يتعلق في افريقيا العربية
وخصوصاً مصر وليبيا وتونس والجزائر علماً بان معظم الأسلحة الموجودة في سوريا قد تم نقلها إلى ليبيا لقوات الجنرال حفتر وبإشراف روسي .
اعتقد بان الأسابيع القليلة القادمة ستشهد حراك سياسي كبير للعاصمة السورية دمشق من قبل معظم دول العالم وخسوصاً بعد رفع صفة الارهاب ورعايته عن هيئة تحرير الشام مع العلم بانه ولا يزال لبعض الدول التحفظ على التعاطي مع القيادة الجديدة خوفاً من اسلمة سوريا وسيطرة الإسلاميين عليها
وهذا ما يُقلق الكيان الاسرائيلي
حيث تتمنى إسرائيل بان تفشل الثورة السورية ويصبح هناك اقتتال سوري - سوري من اجل اضعافها وان لا تشكل خطر عليها كما وان اسرائيل تنظر إلى سوريا الموحدة القوية هي بمثابة عمق المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الاسرائيلي ، وفيما يتعلق بالأتراك فان التعاطي المبالغ فيه ودعم القيادة السورية الجديدة قد يؤثر على علاقة تركيا مع دول الخليج وخصوصاً المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة
وكذلك ايران ، واخيراً اعتقد بان سوريا ستسجل نجاح كبير في المحافظة على تراب ووحدة الشعب السوري بكافة اطيافه وأقلياته من خلال المشاركة الكبيرة والحضور المميز لكافة السوريين في مؤتمر الحوار الوطني على ارض سوريا الحبيبة .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-12-2024 12:01 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |