حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,27 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2455

جردة حساب 2024

جردة حساب 2024

 جردة حساب 2024

26-12-2024 09:09 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : تهاني روحي
مع اقتراب عام 2024 من نهايته، يلملم هذا العام أوراقه تاركًا وراءه سلسلة من الحروب والصراعات، وارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة والأسعار. وبينما يتأهب العالم لاستقبال عام 2025، يسيطر الحذر والخوف على المشاعر من أن يكون عامًا آخر مليئًا بالتحديات. لقد كان عامًا حبست فيه البشرية أنفاسها بشدة، وامتلأت بالدهشة والغضب وهي تتابع الأخبار المروعة بشكل يومي عبر الشاشات.


كما شهد العام الحالي ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة على مستوى العالم، مما جعله الأكثر حرارة على الإطلاق. تصاعدت حدة الجفاف والكوارث البيئية في ظل بطء واضح في التقدم نحو مواجهة التغير المناخي. ورغم انعقاد قمة تلو الأخرى للمناخ في دول عدة، فإنها جاءت مخيبة لآمال الدول الفقيرة.

من غزة والإقليم الملتهب في الشرق الأوسط إلى أوكرانيا، والسودان، وميانمار، وإثيوبيا، كان العالم مسرحًا لصراعات أدمت القلوب وأثقلت الضمائر. تلك النزاعات المستمرة خلّفت بؤسًا ومعاناة لا تُحتمل وأظهرت عودة القوى المدمرة التي زعزعت الاستقرار الدولي. إن إنهاء هذه الصراعات يتطلب جهدًا جماعيًا وصبرًا لإحداث تحول اجتماعي عميق قائم على تطبيق المبادئ الأخلاقية والروحانية. إن المعاناة وإراقة الدماء الناجمين عن هذه الصراعات يبعثان على الحزن العميق، مما يدفع كل صاحب ضمير حي إلى الألم من هول هذه الأحداث. حل الخلافات المتأصلة يتطلب الصبر، وجهدًا متواصلًا ومُتسمًا بالتضحية، لتحقيق تحوّل يعيد ترتيب الأولويات الإنسانية.
عام 2024 كشف الأقنعة عن ازدواجية المعايير في حقوق الإنسان. فالدول التي تغنت طويلًا بالحريات والمساواة أظهرت وجهًا قبيحًا من الاضطهاد والعنصرية، مما جعل هذه القيم تبدو شعارات فارغة. في عالم تزداد فيه الفرقة بين الأمم وتتعمق فيه الهياكل الاجتماعية المكرسة للتقسيم، يبدو إصلاح الخلل الهائل في الشؤون الإنسانية الراهنة مستحيلًا دون إطار عالمي جديد يعيد صياغة العلاقات الدولية. فكرة الأمن الجماعي لن تتحقق إذا كان أساسها الوحيد الاتفاقات السياسية. التحدي الأكبر يكمن في السمو بإطار التعامل إلى مستوى جديد يتجاوز الإذعان للأمر الواقع ليُرسخ الالتزام بالقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية المشتركة.


وبالرغم من كل هذه التحديات، يظل الشباب شعلة الأمل في بناء عالم جديد. إنهم يشكّلون أفكارهم وعلاقاتهم بشكل مستقل بعيدًا عن الأطر التقليدية، ما يؤسس لحضارة جديدة تسعى لإزاحة النظام القديم القائم على الانقسام. ولا يمكن تسوية الأزمات العالمية من خلال الاتفاقيات السياسية فقط، بل يتطلب الإصلاح الحقيقي إطارًا يعالج جذور الخلل في الشؤون الإنسانية، ويتطلب ذلك الالتزام بقيم ومبادئ تتجاوز الأمر الواقع.
على الصعيد الشخصي، كان عام 2024 محطة في مسيرتي الإعلامية، حيث أطلقت بودكاست «وعي»، هدفه رفع مستوى الوعي حول القضايا السائدة في المجتمع العربي من خلال حوارات عميقة ومثرية مع ضيوف متخصصين. جاءت هذه الخطوة انطلاقًا من قناعتي بأننا بحاجة إلى منصات تقدم محتوى يلامس واقعنا، يناقش همومنا، ويطرح حلولًا دون أن يكون منفصلًا عن المعاناة التي تعيشها منطقتنا بل تتناغم مع احتياجات مجتمعنا، وتلهم الشباب للمساهمة في التغيير الإيجابي.
على صعيد آخر، كان عام 2024 عامًا حافلًا بالقفزات الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي أثر بشكل كبير على مختلف القطاعات. لكن هذا التقدم صاحبته حالة من الاستياء بسبب فقدان العديد من الوظائف، لا مجال للحديث بالتفصيل عن تأثيراته هنا وللحديث بقية.
لقد كان عام 2024 مليئًا بالتحديات التي أظهرت هشاشة العالم في مواجهة الأزمات، لكنه أيضًا يفتح بابًا للأمل من خلال الإصرار على الإصلاح والبناء. عام جديد يقترب، ومعه فرصة لتصحيح المسار وتحقيق العدالة والسلام الذي يتطلع إليه الجميع.











طباعة
  • المشاهدات: 2455
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
26-12-2024 09:09 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم