حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,2 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2753

بعد غد عام جديد!

بعد غد عام جديد!

بعد غد عام جديد!

30-12-2024 08:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
ينقضي هذا العام الثقيل وهو يقطر بالدم العربي على امتداد هذا المحيط الممتد من غزة إلى اليمن، مروراً بالضفة الغربية ولبنان وسورية والعراق، فالتطورات والأحداث تجري خارج كل المعايير والحسابات التي كنا نعرفها من قبل، ولم يعد بإمكاننا الوثوق بمعظم ما نسمع وما نرى، كما لو أنها وجه مخطط ومدروس لتبدو الصورة بالشكل الذي يريده صانعو الاحداث من داخل هذا الإقليم ومن خارجه!


هناك حقيقة وحيدة نعرفها مثلما نعرف أنفسنا، هي شاهدة علينا، ونحن شاهدون عليها، وهي أن الأردن ظل راسخاً في نظامه وسلطاته ومؤسساته، وبوطنية شعبه ووعيه بمصالح بلده العليا، مدركاً للخطوط الرفيعة التي تفصل بين تعاطفه وتفاعله مع قضايا أمته، وبين الوقوع في شرك الأطراف الإقليمية التي تنهش هذا الجسد العربي بلا رحمة، ويمضي خلف قائده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وهو يستخدم رجاحة عقله وتفكيره، وعزم يديه لكي تخترق السفينة الأردنية ذلك البحر الهائج والمائج، ليس إلى بر الأمان وحسب بل نحو مواصلة مسيرته التي أرسيت قواعدها على عملية تحديث سياسي فريدة من نوعها، ورؤية تحديث اقتصادي طموحة، وخريطة طريق لإدارة عامة قادرة على حمل مسؤولياتها بكفاءة واقتدار.

يومان ويمضي عام من عمر هذا البلد الصابر المرابط من دون أن ينساق نحو أي مغامرة غير محسوبة النتائج، بل إن جلالة الملك بلغ بالأردن إلى الصدارة بالقول والعمل، حين حمّل إسرائيل مسؤولية انفجار الوضع بسبب رفضها الاعتراف بالحقوق المشروعة الشعب الفلسطيني، ومنحه استقلاليته بإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، مثلما حمّل الشرعية الدولية مسؤولية تخليها عن واجباتها القانونية والأخلاقية لتحقيق تلك الغاية أو على الأقل حمايته من حرب الإبادة، وممارسات التعدي والتهويد والاستيطان، وسعى خلال ذلك إلى حشد موقف دولي من أجل مساعدة أهالينا في غزة، ووضع حد للجرائم التي يرتكبها الاحتلال، ومنع الانزلاق نحو حرب إقليمية مدمرة.
كل هذا والأردن بحكم موقعه الجغرافي على تماس مع ما حدث ويحدث من تطورات كان آخرها ما وقع في سورية، فكان وزير الخارجية السيد أيمن الصفدي أول وزير خارجية عربي يتصل وجهاً لوجه مع القيادة الجديد هناك، وذلك إثر اجتماع لجنة الاتصال العربية الخاصة بسورية في العقبة، ويوم الجمعة الماضي جرى اتصال هاتفي بين جلالة الملك والرئيس الفرنسي ماكرون أكد خلاله على ضرورة ضمان وحدة أراضي وشعب سوريا وأمنها واستقرارها، وبالطبع اتخذ الأردن الإجراءات اللازمة لحماية حدوده، واحتاط لكل الاحتمالات.
ذلك هو الأردن، وعلى مدى قرن من الزمان يعيش تلك الثنائية التي تفرض عليه تثبيت قواعد قوته وعناصر قدرته على بناء نفسه من الداخل وتشييد حصونه لدرء المخاطر الخارجية التي تحيط به من كل جانب، ويكفي أن ننظر إلى ما حققناه خلال العام 2024 لكي نرى هذه الثنائية بوضوح، فقد أنجزنا المرحلة الأولى من عملية التحديث السياسي ببرلمان جديد بمشاركة الأحزاب الوطنية البرامجية، ونوشك أن نقطع المرحلة الأولى من رؤية التحديث الاقتصادي وقد قطعت شوطاً هو أفضل ما يكون في مثل هذه الظروف، ونحن بالتأكيد نمضي في المسيرة لتحقيق عملية النهوض الشامل التي نرنو إليها!
هكذا سنعرف كما ينبغي معنى الدعاء إلى الله العلي القدير حين نقول كل عام والأردن ومليكه وجيشه والساهرين على أمنه ومصالحه وشؤونه العامة وشعبه النبيل بألف خير وسلام.











طباعة
  • المشاهدات: 2753
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-12-2024 08:23 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تتحمل إيران مسؤولية "نشر الفوضى وتأجيج الفتن" في سوريا كما تتهمها جامعة الدول العربية رغم نفي طهران؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم