حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,5 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 1578

هل سمعتم .. بـ«الاكتئاب الجيوسياسي» ومراحله؟

هل سمعتم .. بـ«الاكتئاب الجيوسياسي» ومراحله؟

هل سمعتم ..  بـ«الاكتئاب الجيوسياسي» ومراحله؟

30-12-2024 08:44 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد خروب
ثمة أنواع من الاكتئاب تم تعريفها على نحو مُفصل, تواضعَ الباحثون في العلوم الطبية والنفسية وتلك الشخصية, على تعريفها وتحديد أنواعها وتشخيص أعراضها, والاجتهاد في إيجاد العلاج «الدوائي» لها, والعمل على الحد من تفاقمها «نفسياً», ولعل أخطرها هو «الاضطراب الاكتئابي الرئيس», الذي يتميّز بإصابة المريض بأعراض الاكتئاب, في معظم أيام وأوقات الأسبوع.

لكن أندريه شكولنيكوف.. الاقتصادي والعالم السياسي والخبير الجيواستراتيجي الروسي, خرجَ علينا في مقالة مُثيرة له, نشرتها صحيفة «زافترا» الإلكترونية/ الروسية قبل ثلاثة أيام, بمصطلح أو قُل بنوع «جديد» من الاكتئاب, الذي لا يُصيب الأشخاص بل «الدول» والكيانات السياسية, أسماه «الاكتئاب الجيوسياسي», وهو كما يُؤشر عنوانه, ينخرط في تحديد مراحله التي كما سنرى لاحقاً, على الأنظمة السياسية وموازين القوى الداخلية, وتلك الأطراف التي تنشغل بتداعياته, خاصة تلك التي تواجه تُحديات سياسية, وتتهدّدها اضطرابات داخلية بمفاعيل خارج?ة.

وقد اختار شكولينكوف الأحداث السورية الأخيرة مُتسارعة التطورات, لتفسير ما حدثَ فيها منذ الثامن من الشهر الجاري ـ وقبله بالطبع، عندما قال (وفق ترجمة صديقنا د. زياد الزبيدي): إن السقوط السريع للجمهورية السورية في بداية كانون الأول/2024, مُثير للاهتمام ودليل على اليأس الشديد والاكتئاب وقمع المجتمع، والرغبة الواضحة في الانتحار. وقد تم التعبير ـ أردفَ الكاتب ـ عن هذا الأخير, في غياب شبه كامل لمحاولات المقاومة المهمة، والنضال من أجل البقاء، وإظهار إرادة الفوز. قد يكون من المُغري ـ لفتَ شكولينكوف ـ رسم أوجه تشابه ?ين السوريين والأوروبيين الذين فقدوا شغفَهم، لكن طبيعة ما يحدث مُختلفة والتشابه «يكمن فقط في الأعراض، وليس في الأسباب». من الناحية التقليدية، يتميز الوضع «العقلي» لسوريا بـ«الاكتئاب الجيوسياسي» المُكتسب, والـ«قابِل للشفاء نظريًا»، وإن كان في مراحله الأخيرة، بينما في أوروبا الغربية، حدثت بالفعل تغييرات عضوية لا رجعة فيها.

وقبل أن يبدأ الكاتب في تفسير والإضاءة على ما حدثَ في سوريا, فإنه يمضي قُدماً في مقارنتها بما حدث في أوروبا وأوكرانيا, قائلاً: لا يُمكن علاج أوروبا «دون جراحة»، بل من الضروري إعادة الخلق، وتشكيل مجتمعات عِرقية جديدة, تُحافظ على التراث والاستمرارية التاريخية واللغوية والبيولوجية، ولكن ليس الثقافية والدلالية. ومن الجدير بالذكر ـ يُحذِر ـ أن وضع «الأوكرانيين السياسي», يُشبه إلى حد بعيد العديد من الدول الأوروبية. حيث أنهم يحتاجون إلى أن يُصبحوا روساً مرة أخرى (انتحار عِرقي ثقافي جماعي)، ونسيان كونهم أوكرانيين, ?اعتبار أن ذلك كان حُلماً سيئاً، أو الهجرة إلى أراضٍ أجنبية حتى يتمكن أطفالهم, من الاندماج هناك ويصبحوا محليين (انتحار عِرقي ثقافي فردي).

في عودة إلى المشهد السوري الأخير. يقول شكولينكوف: ما حدثَ في سوريا كان «نتيجة لحرب طويلة الأمد، لم يشعُر المجتمع بانتصار حقيقي هُدنة هشة، انفصال الأكراد. ـ واصلَ، أصبحَ التدهور المُستمر للوضع الاجتماعي والاقتصادي هو القاعدة، دون شعاع من الضوء أو الأمل، دون معنى أو أهداف. مُشكلة بشار الأسد ـ أضافَ الكاتب ـ لقد واجه مُهمة غير قابلة للحل عملياً.

في الظروف الجيوسياسية الحالية، لا يبدو من المُمكن توحيد سوريا وإبقائها داخل حدودها المُعترف بها في الأمد المتوسط. ولهذا السبب ـ لفت شكولينكوف ـ فإن إعادة بناء «فينيقيا» وإقامة كردستان والأراضي البرِية فيها للعرب السُنّة, أصبحت «تحت حُكم المستقبل».

ماذا عن «مراحل» الاكتئاب الجيوسياسي؟. يُفصِّلها الخبير الجيوسياسي الروسي على النحو التالي:

بشكل عام ـ يقول شكولينكوف، يُمكننا التمييز بين عدة مراحل من «الاكتئاب الجيوسياسي للمجتمع»، والتي تبدأ بـ«التعب والإرهاق»، وإذا تُرِكت دون علاج، تُؤدي إلى الكارثة، وتُرسيخ انحدار الحيوية». ثم يلفِت الكاتب إلى أن هذه المراحل ليست مُتسلسلة، بل تتداخل وتتفاقم:

1- الافتقار إلى الاهتمام، وانعدام الإيمان بالأفضل، واللامبالاة تجاه المستقبل والتشاؤم، وتوقع العواقب السلبية، والسخط المُزمن، وتجاهل اللحظات الإيجابية المُشرقة.

2- خلل الاستهلاك, فقدان الاهتمام بالسلع المادية و/أو الاستهلاك المُفرط، والعيش على الديون، والسير في اتجاه واحد.

3- رفض التأمل ومحاولة فهم واستيعاب ما يحدث، والعيش في الحاضر، ورفض الأفكار حول المُستقبل، والرفض الجماعي للنشاط أثناء أوقات الفراغ.

4- تحمّل ذنب شخص آخر و/أو وهمي لأحداث وقرارات سابقة, كانت خارج نطاق المسؤولية، وغرس العجز والهلاك.

5- ميل وتوجّه إلى الإنتحار العِرقي والثقافي و/أو الوطني.

أين من هنا؟.

نُكمِل غداً.

kharroub@jpf.com.jo


الراي











طباعة
  • المشاهدات: 1578
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-12-2024 08:44 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تتحمل إيران مسؤولية "نشر الفوضى وتأجيج الفتن" في سوريا كما تتهمها جامعة الدول العربية رغم نفي طهران؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم