30-12-2024 08:46 AM
بقلم : فايز الفايز
كان البعض يظن أن رئيس الوزراء جعفر حسان لديه من الفراغ ليتسنى له أخذ قيلولة كي يستريح عن أعباء العمل، ولكن الظنون تغيب عند ذلك الرجل الذي عاصر فترتين طويلتين بالقرب من جلالة الملك، ونائب رئيس وزراء أسبق، لقد تابعت المنشور المتداول للرئيس في صالة رياضية ( جيم) وكأنه قادم من الفضاء، فكل إنسان لديه الحق بالخصوصية دون أي تكلف، ولكن مجتمعنا جميل يميل إلى النكات.
فمنذ تسلمه رئاسة الحكومة مبتدأ الخطوة الأولى إلى أبعد من الدوار الرابع، ها هي الأيام تأخذ مجريات لم يسبقها أحد من النشاط، فأوراق المذكرات التي يحملها تترُجم إلى واقع، فالحال الذي وصلت إليه العديد من المدن الأردنية كانت مأساوية، ولذلك استمر الرئيس في تتبع للمدن الأردنية، حيث كان رفقة الوزراء المعنيين في مستشفى النديم والقديم في مدينة مأدبا، ضمن زيارته الميدانية التي اطلع عن كثب كيف التلكؤ بالانتقال من ذلك المبنى المتهالك إلى مبنى جديد، ورأى بعينه الحالة المزرية و العيادات الخارجية التي تكتظ بالمراجعين.
مادبا مدينة جميلة ولكنها مظلومة، فرغم أنها مدينة سياحية وتضم معالم تاريخية من كنائس ضاربة بالتاريخ و مسيراً يتجاوز عشرين كيلومتراً نحو جبل نيبو، و رغم أنها اليوم تعاني من انحسار السياحة، وإقفال غالبية فنادقها التي كانت في السابق تعج بحافلات السياح من كافة دول العالم، فقد هناك ضوء في آخر النفق، حيث أن العاملين على الممر السياحي، طريق الفيصلية – نيبو، قد تقاعسوا بسبب الركود الاقتصادي على ما نظن، ولكن الدعم الذي أبداه الرئيس كان كافياً لإنجاز المشروع وتزويده بمتطلبات السلامة العامة والشاخصات المرورية والم?افق الخدمية بما تتناسب مع طبيعة مادبا السياحية.
ماذا يعني ذلك، أن الجهد الكبير الذي يتحرى الرئيس من ورائه الوصول إلى مناطق كانت مظلمة منذ سنوات طويلة، قرر أن يزورها، ورغم أن العديد من الوزراء السابقين لم يقفوا على حال المحافظات ومنها مادبا ولم تكن على ذلك المستوى العالي، فكانت الزيارات تبدو وكأنها زيارة مجاملة.
محافظة مادبا تضم لواء ذيبان، وذيبان تضم خيرة الخيرة من الشباب والشابات وفيها رموز عالية الشأن، وكثير من الأحيان نسمع عن عدم الاستجابة من الحكومات السابقة لذلك اللواء وتشغيل أبنائها، وقلما يزور رئيس أو وزير إلى تلك الناحية المحاذية للكرك، ولهذا جاء حسّان في صباح أهلها حيث اطلع على مصنع الصافي للألبسة في قضاء مليح، مبديً إعجابه بذلك المصنع ومشيداً به كاستثمار ناجح يوفر مئات فرص العمل، ولكي يعطي فرصا لتشغيل السيدات، هنا لم ننته؛ فقد أكد رئيس الوزراء استعداد الحكومة لدعم جهود المصنع للتوسع به وزيادة فرص ال?شغيل والعمل في بيئة جاذبة.
أما جبل بني حميدة فقد استقبل الرئيس مستهلا زيارته لمركز تنمية المجتمع المحلي في لواء ذيبان، إذ وجه لدراسة تأسيس جمعية تعاونية لخريجات البرامج التدريبية في المركز لدعم وتوفير فرص عمل مستدامة لهنّ، وزيارة الرئيس لتلك الناحية أعطت دفعاً جديدا للعطاء، فقبل ذلك كانت ذيبان كانت تعاني كثيراً خلال سنين خلت، واعتقد اليوم أن الحال قد بدأ يتحسن أكثر، فرجالاتها وشبابها هم من أفضل الشباب وقرُاها تستحق الالتفات ولا نزكي على الله أحدا فلديهم ممكنات عالية الكفاءة.
وبعيداً عن الطابع الدرامي، فإن الرئيس الناجح يكون ذا رؤية وقيادة سابقة للآخرين، فهو يصل برسالته عبر رمشة عين كي يبحث عن طرق جديدة لتحسين جودة الحياة للمواطنين للأفضل ويلهم وزراءه كي يقتدوا لإدامة التواصل الحقيقي مع المواطنين ويبعث في نفوسهم الإلهام والمثابرة لخدمة المجتمع في كل مكان من بلدنا العزيز، فالقيادة تحتاج دائما إلى قائد ناجح يعرف بواطن الأمور ويعرف كيف يتصرف بحكمة، و هذا ما نريده في الرئيس المثابر.
Royal430@hotmail.com
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-12-2024 08:46 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |