حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,5 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2048

العام الجديد .. أسئلة مخيفة

العام الجديد .. أسئلة مخيفة

العام الجديد ..  أسئلة مخيفة

02-01-2025 08:44 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فهد الخيطان
وقائع العام المنصرم كانت مذهلة وتكاد لا تصدق. مَنْ توقع أن هذا العدد من الرؤوس الكبيرة ستتدحرج في بضعة أشهر وعلى يد فاعل واحد. أعجبنا القول أم لم يعجبنا؛ نتنياهو أوفى بوعده، فتغيير الخرائط في شرقنا المنكوب بالزعماء يبدأ بتحطيم التماثيل وتمزيق صور القادة.

حماس دون صف القادة التاريخيين مجرد خيال حركة. حزب الله دون حسن نصر الله كسائر المليشيات، فمن لا يملك اليوم الكاتيوشا والمسيرات والقذائف المضادة للدبابات؟!. سورية بدون بشار الأسد دولة بلا نظام تتلمس طريقها وسط فسيفساء الأقليات والمذاهب والجيران الطامعين. لبنان بلا رأس، ليس هذا جديدا على اللبنانيين الذين تعودوا على الفراغ، لكنه هذه المرة فراغ قاتل وقاس بعد حرب مدمرة يستعصي على التدوير.

لكن عام المفاجآت والزلازل السياسية ليس كل ما تعدنا فيه الأيام. السنة الجديدة حبلى بالأسئلة المخيفة والقاتلة. ترامب يعود إلى الحكم مجددا محمولا بتفويض شعبي عزّ نظيره، وفي جعبته أخبار غير سارة للشرق الأوسط. نتنياهو يعيش مع فائض من القوة والثقة بعد الضربات القاتلة، ولن تقف طموحاته عند حدود ما خلف من دمار وقتل وتشريد. إيران تكابر وتفاوض على حصة في الإقليم رغم ما فقدت من أدوات نفوذ وحضور. تركيا عائدة بقوة بعد أن تولت رعاية خطة إسقاط الأسد. ما صنعه أردوغان حظى بإشادة من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وتلك شهادة لا ينالها إلا قلائل.
يقول العارفون بشؤون الإقليم والعالم إن عنوان المعركة المقبلة في المنطقة إيران. في الطريق لهذا الهدف لا بد من قطع يد الحوثي في اليمن. وها هي الضربات الجوية تنهال على صنعاء كل يوم، ولم يتعلم الحوثي الدرس بعد.
إيران هي بالفعل أم المعارك الإسرائيلية في المنطقة، فرغم ما تحقق من انتصارات على حلفائها ما يزال النقاش محتدما حول رأس الأفعى قبل ذيلها أو ذيولها.
ترامب قد يعرض صفقة على إيران مثقلة بشروط صعبة لطي ملف النووي، وإن لم تقبل، وهذا مرجح، فليس أمامها سوى خيارات العقوبات الاقتصادية القاسية، ومن بعد خيار القوة العسكرية. الصدامات الأخيرة بين إسرائيل وإيران كانت مناسبة لاختبار عناصر القوة الإيرانية والقدرات الإسرائيلية والنتائج باتت معروفة، فماذا سيكون الحال لو دخلت واشنطن بقوتها إلى جانب إسرائيل.
بيد أن طموح كبار المخططين الإستراتيجيين في الغرب هو انهيار إيران من الدخل على وقع العقوبات الاقتصادية والتذمر الشعبي من حكم متفرد بالثروة والمصير. بعد سقوط الأسد السريع والمريع لم يعد هذا الاحتمال مستبعدا في دولة تحمل نفس السمات.
الأسئلة المقلقة تلاحق أيضا المصير الفلسطيني في عهد ترامب ونتنياهو. أفضل ما كان مطروحا على الفلسطينيين في ولاية ترامب الأولى كان صفقة القرن. نتنياهو المغرور بالانتصارات لن يقبل فيها هذه المرة. شروط الائتلاف الحاكم من طينة الإرهابيين بن غفير وسموترتش لا يقبلون بأقل من السيطرة على معظم أراضي الضفة الغربية، وإبقاء غزة المنكوبة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية إلى أجل غير مسمّى، لا بل والإصرار على التهجير بكل الوسائل المتاحة.
سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مهبّ حكومة المتطرفين وفريق ترامب الأكثر انحيازا لإسرائيل. كلفة رفض العرض الأميركي كبيرة ولا تحتمل، والقبول أقرب للانتحار. المتاح على المدى القريب هو الاشتباك الدبلوماسي الإيجابي دون التوقيع على أمل تحسين شروط الصفقة أو ترحيلها لأبعد مدى ممكن.
الممكن الوحيد في الشرق الأوسط هذا العام حروب بأقل الخسائر ودبلوماسية بنتائج متواضعة. خيارات صعبة ومفاجآت غير مستبعدة على غرار ما شهدنا في العام الماضي.

الغد











طباعة
  • المشاهدات: 2048
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-01-2025 08:44 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تتحمل إيران مسؤولية "نشر الفوضى وتأجيج الفتن" في سوريا كما تتهمها جامعة الدول العربية رغم نفي طهران؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم